منذ خلق الله الإنسان على هذه الأرض، وهو يرفه عن نفسه بأشكال وبطقوس وفنون متنوعة و مختلفة، كان هذا الترفيه في بدايته مبسطا، ويتم في المكان الذي يعمل ويعيش فيه، مثل الغابات أو حقول الزراعة أو الصحراء, وكان يحصل هذا الترفيه بشكل فردي، ولكن مع التكاثر البشري صار هناك احتفالات ومهرجانات موسمية، تطورت مع مرور الزمن، وبقيت إلى يومنا الحاضر عند الكثير من الشعوب والمجتمعات، في عرض مستمر، تعطي ثقافة وترفيها في وقت واحد، وأصبح الترفيه مع الوقت جزءا مهما من حياتنا، بعدما زادت وتيرة الأعمال المختلفة، التي تأخذ أغلب وقتنا مع جهد من طاقة أجسادنا، كان لابد من إعطاء عقولنا فسحة أو راحة بعد ذلك الجهد ونسيان العمل لفترة معينة.

ونحن كبقية الشعوب الأخرى سعينا نحو تحقيق هذا الترفيه المطلوب، عبر الاستفادة من تجارب الآخرين الذين سبقونا في هذا المجال، والذين لهم خبرة واسعة في جانب الترفيه، الشيء الذي نود أن نشير إليه، وهو مدى الأثر الذي يعطيه الترفيه في حياة الفرد العملية، بعدما يأخذ قسطا من هذا الترفيه، فهل سوف تزداد إنتاجيته في عمله؟ يبقى الأمر معتمدا على حالة الفرد ونفسيته، هناك جانب سلبي في مفهوم الترفيه، يؤثر في العمل على نحو كبير، وهو واقع لدينا بشكل كبير، وهو عدم تقدير الوقت لكي نقضى هذا الترفيه.

إنه مع الأسف في حالة مزرية ومخجلة، هذا الوقت الذي نجده عند كثير يتم في صورة عشوائية، وبدون إدارك بقيمة الوقت، ولعل أماكن مقاهي القهوة والمطاعم التي انتشرت لدينا بشكل صارخ، هي العنوان البارز على مضيعة هذا الوقت الذي نرى فيها ذلك الوقت المهدر، على يد جيل أعمارهم هي ذات نشاط وطاقه حيوية مهمة لبلد في طور النمو.


لقد شاهدنا وسمعنا وقرأنا عن بعض المقاهي في بعض الدول المجاورة لنا، كانت تعج إلى الآن في أغلبها بأفراد كبار في العمر، وممن دخل في مرحلة التقاعد، الذين يعتبرون هذه المقاهي هي المكان الوحيد الذي يقضون فيه الترفيه، لأنه مناسب لأعمارهم بعد توقف رحلة العمل والكد.

فأتمنى من جيل العمل لدينا ألا يفرط ويبالغ في الترفيه، وأقول من حقكم البحث عن الترفيه، ولكن ليس على حساب العمل.