تحول مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي استضافته أحياء مدينة جدة التاريخية، إلى منصة متكاملة لإطلاق السينما السعودية المحلية نحو العالمية، ودعم مواهبها، وإتاحة الفرص لأصحاب الخبرات السابقة فيها، بداية من التعليم والتدريب، ومرورًا بتطوير المشاريع وإنتاجها، وانتهاء بتقديم الفرصة لعرضها والأخذ بها إلى شاشات العالم.

وطوى المهرجان 10 أيام، عرض فيها 138 فيلمًا من 67 بلدًا بـ34 لغة، من بينها 25 فيلمًا من العروض الأولية العالمية، و48 عرض أول عربي، و17 عرض أول في دول الخليج، وذلك بحضور عدد من مخرجي وممثلي تلك الأفلام، إضافة إلى العروض الخاصة.

تسويق المحلي


شدد رئيس المهرجان محمد التركي لـ«الوطن» على أن المهرجان وهو الأول دوليًّا في السعودية، مثل سوقًا للسينما المحلية المليئة بالإمكانيات والفرص، وقدم لصناعة السينما السينمائية العالمية فرصة التعرف على السعودية ومواهبها وبنيتها التحتية، وتشجيع فرص التعاون والإنتاج المشترك، وجلب الاستثمارات العالمية، وتشجيع إنتاج وتصوير الأعمال الدولية في السعودية، خصوصًا لما تتمتع به المملكة من تنوع ثقافي وجغرافي واجتماعي.

وأوضح «شكل المهرجان فرصتنا لتقديم ثقافاتنا وحكاياتنا إلى العالم، بالاعتماد على المواهب السعودية القادرة على تقديم الصورة الحقيقية للمجتمع، بعيدًا عن النمطية والسطحية التي اعتدنا عليها من الآخرين، كما كان فرصة لتعريف المواهب السعودية بالإبداعات العالمية، والاحتكاك بها، والتعلم من تجارب الآخرين، وتبادل الآراء والأفكار، وتنمية مواهبنا وقدراتنا».

الارتقاء بالذائقة

أوضح التركي أن «المهرجان يتيح للجمهور السعودي، مشاهدة سينما مغايرة وجديدة، سينما لم نعتد على مشاهدتها خارج أيام المهرجان، وبالتالي الارتقاء بالذائقة السينمائية، وتشجيع الحوار والإبداع والنقد الفني البناء».

وأضاف «السينما وسيلة ترفيه، لكنها أيضًا لغة تنطق بكل اللغات، وفن تجتمع فيه كل الفنون، وحاضنة لكل الثقافات، وهي تأخذنا إلى عوالم أخرى، لكنها أيضًا تقدّم واقعنا من منظور جديد».

وعن اختيار مدينة جدة لاستضافة المهرجان، قال «لأنها مدينة مثالية لاحتضان مهرجان دولي كهذا، فلها تاريخ عريق، وهي ملتقى كثير من الحضارات والثقافات والأفكار، سواء كميناء بحري، أو بوابة للحجاج، أو محطة على طرق التجارة، أو ملتقى للمخرجين والمثقفين من جميع أنحاء العالم اليوم، كما لا يمكننا إغفال أهمية المهرجانات في الترويج للمدن التي تستضيفها، وتعريف العالم بها، ناهيك عن دورها في دعم الاقتصاد وتشجيع شركات القطاع الخاص وجلب الاستثمارات».

حضور المرأة

شهد المهرجان حضورًا مميزًا للمرأة خلال فعالياته، وقال التركي «هناك تركيز على تسليط الضوء على أهمية دور المرأة في السينما خلال المهرجان حيث شهد حفل افتتاحه تكريم الممثلة الرائعة كاترين دينوڤ والفنّانة المصرية ليلى علوي، والمخرجة والمنتجة السعودية هيفاء المنصور، صاحبة أول فيلم روائي طويل تم تصويره بالكامل في المملكة سنة 2012، تحت عنوان «وجدة»، إضافة لمشاركة هند صبري، ويسرا ونجمات ومخرجات وممثلات من السعودية والعالم العربي وخارجه».

وكان المهرجان قد كرم في حفل الافتتاح أيضًا جاك لانغ وزير الثقافة الفرنسي الأسبق، ورئيس معهد العالم العربي في باريس.

تحدي كورونا

أبان التركي أن الوباء العالمي شكل تحديًّا إضافيًّا، لكن المملكة استطاعت اتخاذ نهجٍ استباقي لتأمين سلامة المواطنين والمقيمين والضيوف. وقد تم بالفعل اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية بما فيها تلقيح أكثر من 83 % من السكان بجرعتي اللقاح، حيث انخفض عدد الحالات إلى أقل من 40 حالة يوميًا. وطيلة فترة التحضير للمهرجان، تم العمل بشكل وثيق مع الجهات المختصة، والاستفادة من التجارب السابقة لمهرجانات عدة مثل مهرجاني كان والبندقية، إضافة إلى الأنشطة التي أقيمت على الصعيد المحلي.

معمل البحر الأحمر

وضح التركي أن معمل البحر الأحمر، وهو برنامج مكثّف لتزويد المواهب بالخبرات والمعرفة التي تمكنها على المنافسة عالميًّا، يختار 6 مشاريع سينمائية سعودية، إضافة إلى 6 مشاريع عربية، ويشارك فريق كل مشروع من مخرج ومنتج وكاتب في سلسلة من ورش العمل على مدى عدة أشهر لتطوير المشروع، والتي تشمل جميع مراحل العملية الإنتاجية من سيناريو وتصوير وإخراج وعمليات ما بعد الإنتاج وتسويق وتمويل ومبيعات.

ومع نهاية البرنامج، يخرج كل فريق بمشروع متكامل مع خطة إنتاجية ومالية، ورؤية فنية ناضجة، وفرصة لعرض المشاريع أمام المنتجين والممولين بهدف إنتاجها والوصول بها إلى الشاشة الكبيرة.

وبالفعل تم توفير الدعم من خلال المعمل لـ12 فيلمًا سعوديًا بعضها سيصل إلى الشاشة قريبًا.

صندوق البحر الأحمر

ختم التركي «هناك عدد من البرامج والمبادرات الأخرى التي يقدّمها المهرجان، مثل صندوق البحر الأحمر لدعم الأفلام في مراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج. كما يقدّم سوق البحر الأحمر الذي أقيم بالتزامن مع المهرجان فرصاً للإنتاج المشترك، وندوات ومحاضرات وورش عمل.

وبهدف دعم الجيل الجديد، تم تنظيم «أيام المواهب»، وهو برنامج إبداعي مجتمعي مخصص للمنتجين والمخرجين والكتّاب الراغبين بالدخول إلى عالم السينما، حيث استضاف المهرجان على مدى يومين سلسلة من البرامج التدريبية والفنية المخصصة لهم.

10 أيام مدة المهرجان

138 فيلمًا تم عرضها

67 بلدًا مشاركًا

34 لغة

25 فيلمًا من العروض الأولية العالمية

48 فيلمًا عرض أول عربي

17 فيلمًا عرض أول في دول الخليج