الشيخ ناصر العمر شن هجوما حادا على بعض الكتاب والصحفيين، مشبها إياهم بـ(هواتف العملة القديمة) التي تكتب حسب الدفع.

وقال، في عدة تغريدات له عبر حسابيه في (تويتر) و(فيسبوك) الثلاثاء الماضي "الغريب أن الجمادات تطورت من (هاتف عملة) إلى (هواتف ذكية) بينما لا تزال عقول وأقلام بعض (الكتبة) على نمط هواتف العملة القديمة تكتب حسب الدفع!!".

ومما قال الشيخ أيضا في نفس السياق: "من أسماء التوبة (الفاضحة) و(العذاب) لأنها فضحت المنافقين وعذبتهم. ومقالات بعض(كتبة) الصحف هذه الأيام تكشف عما يعانون من شدة الألم بعد فضح مآربهم".

وكان الشيخ سعد البريك أيضا قد قال قبل عدة أيام ضمن دفاعه عن أحد (المشايخ) عقب توجيه نقد شديد له من بعض الصحف والكتاب إن منتقدي الشيخ يشبهون (هواتف العملة) التي تعمل لصالح أخطبوط الفساد.

ومما قال الشيخ البريك أيضا عن نفس الموضوع عبر تغريدات له على حسابه في تويتر "استفز أخطبوط الفساد فأوعز الأخطبوط إلى هواتف العملة... تأخرت الهواتف قليلا حتى تم الشحن وبعدها بدأ الردح".

واقترح البريك "عودة محاكمة الصحافة إلى المحاكم الشرعية لتضمن محاسبة الكاتب الصحفي الذي لا يضبط عبارته إلا بتذكر المحكمة الشرعية".

حالة الاتهام هذه، أقصد اتهام الكتاب والصحفيين بتلقي مبالغ من جهات ما، لينتقدوا فلانا أو علانا ليست جديدة ولم تكن مقتصرة على الشيخ العمر والشيخ البريك فهي – التهمة - حاضرة في بعض خطب الجمعة، وإن لم تكن التهمة بتلقي مبالغ مالية فالحديث لن يخلو عن تهم على وزن زوار السفارات والعمل لصالح أجندات خارجية وما إلى ذلك من تهم ونعوت.

أحترم الشيخ العمر والشيخ البريك ولا يمكن لي القبول مطلقا بالسخرية بالدين أو الصالحين ولكن عتبي على الشيخين أنهما وقعا في كثير مما يحذران منه، وهما من حيث يعلمان أو لا يعلمان باتت أقوالهما ردود فعل تغلب عليها العاطفة، وتنقصها الموضوعية خاصة تهمة تلقي أموال مقابل النقد.

و(خلني) أقول لك ياشيخ ناصر ويا شيخ سعد قد تختلفان مع هذا الصحفي أو ذاك الكاتب ولكن إلقاء التهم والنعوت انتصارا أو انتقاما والجزم بأن هؤلاء لا يكتبون إلا (بالدفع) مسألة غير مقبولة، ثم إن مسألة تحريض صاحب الشأن على هذا الشيخ أو ذاك الداعية التي تتهمان الكتاب بالقيام بها ما انفك عدد ليس بقليل من الصالحين وأصحاب المنابر والمناصب ذات الطابع الديني يمارسونها علنا، فضلا عن أن حالة التعميم صارت غالبة والاستثناء من التهم والتحريض بات نادرا، وبالتالي صار هناك انطباع لدى الناس ومنهم الكتاب والصحفيون – المتهمون - أن حالة شبه الإجماع على التحدث في المنابر عن نفس الموضوع حول الكتاب والإعلاميين والدعاء عليهم وتشويه سمعتهم وتحريض صاحب القرار ضدهم يمكن تصنيفها على أنها تصب في نفس خانة تهمة (الهاتف القديم)، ومن ثم لا أظن أنكما تقبلان بهذه التهمة التي حتما أنا لا أقبلها لأي من الطرفين!