تبرع شاب سكندري بشعر رأسه الطويل، الذي امتنع عن حلاقته لمدة أربع سنوات لطفلة تبلغ من العمر 15 عاما مصابة بالسرطان.

حيث فوجئ موظفو معهد الأورام بشاب، يدعى بلال أبو النجا حسن المظهر، وله شعر طويل ناعم يجدله برباط لينسدل على ظهره يطلب منهم التبرع به لصالح أحد الأطفال المرضى ممن تساقط شعرهم بفعل العلاج.

في البداية، لم يتعامل الموظفون مع طلب الشاب على أنه حقيقة، وقابلوا طلبه بالاستغراب والاستهجان، ولكن مع إصراره أوصلوه إلى قسم الأطفال، حيث نصحته إحدى الطبيبات بقص شعره بطريقة خاصة حتى يتمكن من صنع "باروكة" صالحة، مشيرة إلى أن المعهد لن يستطيع توفير له تلك الإمكانية.

وتحرك بلال باحثا عن مصفف شعر متخصص يستطيع مساعدته على قص شعره دون إفساده، ثم توجه إلى صانع "بواريك" ليتمكن من إعادة وصل شعر بلال ليصبح "باروكة" تناسب فتاة تبلغ من العمر 15 عاما.

وقال بلال: إن اختياره هذه السن ليتبرع لها بشعره رغم اقتراح معهد الأورام أن يكون التبرع لطفل أو طفلة في سن الخامسة أو الرابعة راجع إلى إدراكه البعد النفسي لفتاة في هذه السن، مشيرا إلى أن فقدان فتاة لشعرها في هذه السن يمثل لها أزمة نفسية، ويؤدي إلى عدم قدرتها على الاختلاط مع قريناتها، في حين تتراجع تلك الأزمة عند الأطفال في سن الخامسة.

ويضيف بلال "تبرعت بشعري لأنني أعلم جودة الشعر البشري الذي يمكن غسله وتسريحه بعكس الشعر الصناعي رديء الجودة".

من جهته، يقول رئيس قسم الخدمات النفسية والاجتماعية بمستشفى 75375 الدكتور محمد الشامي: إن المشكلة الكبيرة في فقدان الشعر، نتيجة للعلاج الكيماوي، لا تكون بالنسبة إلى الأطفال دون سن الثانية عشرة، لأننا نتعامل معهم من خلال ممارسة الألعاب، لكن المشكلة الكبيرة بحق تكون بالنسبة إلى الأطفال الأكبر من 12 عاما وخاصة البنات، حيث تكون المسألة أصعب، حيث تظهر على الفتاة أعراض نفسية حادة، وتصبح أكثر ميلا للعزلة، وهو ما يتطلب جهدا أكبر في مساعدتها على الخروج من تلك الحالة.

وأكد ضرورة أن نشعرهم بأنهم ليسوا وحدهم في هذا العالم، وأن هناك من يعانون مثلهم، وهناك أيضا من يمتلكون الإرادة والرغبة في مساعدتهم.