هذا السؤال ربما طُرح سابقا على بعض الفلاسفة الكبار، وأجابوا بنعم، فلماذا مشاكلنا لا تُحل أبدا، بل تزداد، وكلما حاولنا فهمها وتجنبها نقع فيما هو أعظم منها، أم أننا نحاول أن نتجنب الخطأ الذي يُصيبنا نحن دون القناعة بما يقع بهِ الآخرون، ولو كان لهُ من الخسائر النفسية والمادية الكثير، إلا أننا نُعيده بصياغة أخرى، وهذا تكلف منا بمحاولة إعادتهِ بعد تلك الممارسة.
هناك ثمة متعة، ومحاولة إثبات قدرات مختلفة مع وجود تجارب أثبتت فشلها الذريع، إلا أن التجارب على الأخطاء تستمر وتتكرر بين أفراد الأسرة والمجتمع إلى درجة أن بعض الأفراد يعيدون الأخطاء أكثر من مرة، وقد شبّه لهم أنها تجارب مادية.
ربما تنجح في آخر المطاف على قياس الاختراعات الكثيرة التي أكسبت أصحابها العبقرية والشهرة والمال، إلا أن التفريغ ما بين تلك الأخطاء ، وما بين تجارب مشاعة وعديمة الفائدة وصل بالبعض لدرجة ممارسة بعض الأفكار التي تحط من قيمة الفرد دون المستوى الذي يفصله عمن لا عقل له، وهذا موجود في مواقع التواصل الاجتماعي بالتجرد من أدنى القيم والحياء والأخلاق على سبيل المثال، ومنها صعودا ونزولا في العمل والدراسة والبناء والعمارة والتربية.. إلخ.
نعود مرة ثانية لأصل المقال، إذا كان ما يملكه الإنسان من صراع مع ذاتهِ، وأخص العقل يقينا، فلن يقبل بقناعات وأفكار عقول أخرى مهما تكن الظروف، ولو كانت غالية الثمن، ويستمر على ذلك بالوتيرة نفسها زمنا، ويدفع من حولهِ تلك التركة الخطيرة، ومفاد ذلك أن بعض العقول لا تتعلم إلا من خلال التجربة، وليس العبرة.
هناك رؤساء دول دمّروا أوطانهم من أجل تكرار تجارب كانت فاشلة مئة بالمئة، وكذلك بعض الأفراد يُمارس أخطاء جسيمة في حق أسرته ونفسه. هذا ما يُفسد على الكثير، ويدفع بهم إلى خسران ما هو أعظم من تلك التجارب، ألا وهو العُمر والصحة النفسية، لهُ ولمن حولهِ.
وأصل الأخطاء المتكررة هو قناعة العقل، وصراعه مع ذاته، والعقول لن تتحرر ما دامت تمتلك نزعة «الأنا»، ليعم السواد في تلك البيئة، ومن حولها.