فواجبنا الديني والإنساني يحتم علينا أن نساندهم، وننقل معاناتهم للجهات ذات العلاقة، حتى يقوموا بالدور المطلوب منهم.
وعند تأمل بعضا من احتياجاتهم، نجد أنهم يعانون الأمرين، وهذا نزر يسير من شيء كثير، فعندما يريدون دخول أي منشأة لأي أمر، يجدون الصعوبة البالغة والمشقة في الدخول والخروج، وكذلك في التعامل معهم، فلا بد ممن يستقبلهم ويقدم الخدمات لهم أن يتعامل معهم بغاية اللطف والمساعدة، مراعيا في ذلك حالاتهم، فلهم الأولوية قبل الجميع.
ومن طرف آخر، لا ننسى أن هناك من هذه الفئة من يشار إليهم بالبنان، حيث لم تقف إعاقتهم حائلا أمام تألقهم وإبداعهم. وفي العهد النبوي، كان الشاعر الذي لا يشق له غبار في الشعر الصحابي الجليل حسان بن ثابت، الذي لم يقف فقدانه للبصر أمام تألقه في سماء الشعر، ونظم الأبيات تلو الأبيات التي أثنى عليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومنهم الأدباء والشعراء والمخترعون، وغير ذلك الكثير والكثير على المستوى الإقليمي أو العالمي، فلهم منا كل التقدير والثناء والشكر.
وعند النظر فيما قُدم لهم، نجد أنه ينبغي من الجهات المسئولة عنهم بذل المزيد والمزيد، ويتوجب عليها إنشاء المستشفيات والدور المتخصصة التي تسهم في تقليل معاناتهم، وتكون قريبة من المناطق التي يعيشون بها، لأنهم خلال انتقالهم للمدن الرئيسة – التي غالبا يتوافر فيها مرادهم – يعانون وذويهم مشقات السفر وعناءه، والذهاب والإياب، وتكرار المراجعة.
فينبغي على الجهات ذات الاختصاص بالذات أن تولي موضوعهم غاية الاهتمام، لأن الوضع الراهن للخدمات المقدمة لهم يحتاج بذل المزيد والمزيد، فبعض المناطق لا تتوافر فيها الخدمات الصحية التي يستلزمها علاجهم التأهيلي، حيث إنها تفتقد للكوادر المتخصصة في مجال العلاج التأهيلي، وتفتقد للأدوات اللازمة من أجل إتمام العلاج التأهيلي بالشكل المطلوب صحيا مثل الأطراف الصناعية.
في المقابل، لا بد أن توفر لذوي الاحتياجات الخاصة أماكن ترفيهية، يقضون فيها جزءا من أوقاتهم مثل النوادي الرياضية والملتقيات الشبابية، ومن أجل أن يرفهوا عن أنفسهم، ويكسروا حاجز الروتين اليومي الممل، الذي يعانونه غاية المعاناة.
وعلى الجهات ذات العلاقة المنوطة بخدمتهم تفعيل دورها تجاه هذه الفئة العزيزة والغالية علينا جميعا، وبث الرسائل التعريفية بهم، لكي يعرف الجميع التعامل الأمثل والمناسب معهم، ومن أجل رسم البسمة والسعادة على شفاههم وذويهم، وحتى ينظروا لهذه الدنيا بمنظار الأمل والتفاؤل والعطاء، وحتى يكونوا أعضاء مقدمين ومتفاعلين مع وسطهم الاجتماعي بكل سعادة وسرور.
وفي الختام.. يجب علينا أن نتذكر جميعا أن هناك من وصلوا إلى قمة الهرم المعرفي، ولم تقف إعاقتهم حائلا أمام تميزهم وإبداعهم وعطائهم لمجتمعاتهم. فلنؤدي واجبنا تجاههم، فهم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا، وعطاؤهم عطاء لنا.