تدفق آلاف النازحون من مدينتي سرت وبني وليد خصوصا باتجاه مصراتة والجفرة ولكن أيضا المناطق الشرقية من ليبيا وذلك بسبب المعارك الطاحنة. وقال مصدر مسؤول في الهلال الأحمر الليبي ببنغازي أمس إن 1212 أسرة نزحت من سرت إلى مصراتة أي 6172 شخصا. وأضاف أن عدد الفارين من المعارك في سرت جنوبا باتجاه الهيشة ووادي زمزم والقداحية بلغ حتى الأربعاء الماضي 11650 أسرة. كما نزح من مدينة بين وليد باتجاه مصراتة 15 ألف شخص. وأشار المصدر أيضا إلى نزوح أعداد أخرى من سرت إلى أجدابيا وحتى بنغازي، مضيفا أنه يجري العمل على توفير كل حاجات النازحين وأيضا الاستعداد لتوفير المأوى لمن يحتاجه.

إلى ذلك أعلن السناتور الأميركي جون ماكين في طرابلس حيث يقوم بزيارة مع وفد من البرلمانيين الجمهوريين أن الليبيين "ألهموا العالم" غير أنهم يواجهون تحديات كبرى أبرزها مسالة انتشار الأسلحة. وقال ماكين خلال مؤتمر صحفي مساء أول من أمس "إننا نعتقد أن شعب ليبيا يلهم اليوم الناس في طهران ودمشق وحتى في بكين وموسكو". والتقى ماكين وزملاؤه من مجلس الشيوخ مسؤولين سياسيين وعسكريين من المجلس الوطني الانتقالي الليبي. وقال "من المهم ان نواصل العمل معا لضمان أمن الأسلحة والمواد الخطيرة الكثيرة التي نشرها نظام القذافي في جميع أنحاء البلاد". وتابع "أننا نضع ثقتنا في المجلس الوطني الانتقالي. لكن ينبغي الإقرار بأن الطريق ما زال صعبا ومليئا بالعقبات" مشددا على ضرورة انضمام "الميليشيات" الكثيرة إلى الحكومة.

من جانب آخر نجح التيار المعارض لمحمود جبريل في دفع هذا المسؤول المعروف بتوجهه الليبرالي لإعلان رفضه أن تكون له أية علاقة بالحكومة المقبلة، في خطوة تحمل في طياتها مخاوف من صراع على السلطة بين تيارات مختلفة أبرزها الإسلامي والليبرالي. وبعد أسابيع من حملة المعارضة التي يقودها التيار الإسلامي ضد رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي، أعلن جبريل أنه لن يكون جزءا من الحكومة الليبية المقبلة. وقال ردا على سؤال حول المعارك في سرت وبني وليد "أتمنى تحرير هاتين المنطقتين حتى نبدأ المشاورات حول تشكيل الحكومة المقبلة التي لن يكون لي علاقة بها بأية حال". ويرى السياسي وحيد برشان وهو رئيس المجلس المحلي لمنطقة غريان ومقرب من الإسلاميين أن "التيار الإسلامي استطاع بالفعل أن يبعد جبريل وعلى المجلس الانتقالي أن يقود المرحلة المقبلة ويعيد تشكيل نفسه ليمثل ليبيا بالكامل".

وينظر بعض الإسلاميين إلى جبريل على أنه شخصية إقصائية ويشككون في قدرته على قيادة المرحلة الحالية، متهمين إياه أيضا بالفساد وبتمكين أقربائه وأصدقائه من مفاصل الحكم. ويعتبر بشير زعبية الكاتب ذو التوجه الليبرالي أن الخلاف بين التيار الإسلامي وجبريل "لم يبلغ مرحلة الصراع بعد ولكن هناك مخاوف بأن يحدث هذا الأمر".