في عام 2015 أعلن خبير الإعلانات الياباني ماتسوزاكا أنه سيختبر نظريته التي تفترض أن الذكاء الاصطناعي قادر على العمل كمدير إبداعي للإعلان التلفزيوني، وتحقق له ذلك.

ولا غرو، ففي ظل تغير التكنولوجيا وتطور الطريقة التي نعيش ونعمل بها بسرعة البرق. بدءا من طائرات وسيارات توصيل المشتريات ذاتية القيادة «روبو تاكسي»، وصولا إلى احتمال التسويق لقضاء إجازة نهاية الأسبوع على سطح القمر، أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر حضورا وصارت الحياة أسهل.

عندما سُئل المسوقون الدوليون عن الموضع الذي يخططون للاستثمار فيه عام 2022 أفادوا بأنهم يضعون الذكاء الاصطناعي في مقدمة أولوياتهم.


وبين 84% منهم أنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي في التسويق. ولذا فلا عجب أن احتلت إعلانات الإنترنت مقدمة الوسائل الإعلانية، من حيث الإنفاق الإعلاني العالمي طيلة السنوات الخمس الأخيرة، والسؤال كيف يتم توظفيه؟ فيما يلي إطلالة سريعة على مشهد الإعلان الرقمي المدفوع بالذكاء الاصطناعي.

شراء الإعلانات الرقمية:

ارتفعت المبيعات الآلية للإعلانات من 60 مليار دولار في عام 2019 إلى 97 مليار دولار عام 2021، وفقًا لـ eMarketer. وهذا يبين أن البرمجة أحدثت ثورة في بيع الإعلانات التي صارت آليا، وتتطلب القليل من التدخل ومن مندوبي المبيعات.

لذا يتفاءل مندوبو المبيعات بتأثير الذكاء الاصطناعي على عالمهم ولكن بحذر. حيث يرى 86% من مديري المبيعات أن للذكاء الاصطناعي تأثيرا إيجابيا على أدوارهم المستقبلية، بينما يعرب 68% منهم عن مخاوفهم من فقد وظائفهم الحالية، ويعتقد 31% أن الأتمتة قد تضر بـ «فن» البيع، حيث يتم استبدال العلاقات بين البشر بنقاط اتصال رقمية محسّنة.

إدارة الحملات:

في هذا العالم الصاخب سريع الخطى، الذي يواجه المسوقون معه صعوبة في جذب انتباه الناس، الذين يتلقون سيلا من الأخبار والرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، وفي ظل صعوبة توصيل الرسائل المناسبة للعملاء المحتملين، يقدم الذكاء الاصطناعي حلولا لهذه المشكلات تمثل قفزة في مجال الإعلان، فهو يساعد في تحديد العملاء المحتملين، وإضفاء الطابع الشخصي على الرسائل وتصميمها وفقًا لاحتياجات العملاء الخاصة، وتحسين موضع (ترتيب ظهور) الإعلان، وتحديد أكثر الوسائل فعالية وأفضل الأوقات لتوصيل الرسالة، وفوق ذلك ترشيد الإنفاق الإعلاني.

يستخدم الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد المبلغ الذي يجب على المعلنين إنفاقه على حملاتهم المختلفة. ومن خلال المراقبة المستمرة للقنوات المختلفة وفحص أداء الحملات المختلفة، تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي تحديد التكلفة والتوقيت والوسائل المثلى للترويج للإعلان.

كما أنها قادرة على حساب مجموعة متنوعة من العوامل التي لا يستطيع البشر تتبعها بشكل فعال. ونتيجة لذلك، فإن هذه الأنظمة الذكية قادرة على ابتكار خطط إنفاق إعلاني معقدة ومحسّنة للغاية، يمكن أن تأخذ في الاعتبار كلاً من الإنفاق وهدف الجمهور.

ويمكنها تحديد الوسيلة والرسالة الصحيحة وحتى ضبط خطط الإنفاق الإعلاني.

كما أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على تتبع أداء ليس فقط حملات المعلن، ولكن أيضًا أداء المنافسين. فمن خلال الحفاظ على «الوعي الموقفي» المدعوم بالذكاء الاصطناعي، حيث تتغير الأسواق بسرعة، وتتغير والسلوكيات في جزء من الثانية، يمكن للأنظمة الذكية أن تتكيف بسرعة، وتحويل الأموال التي تنفق على الإعلانات إلى قنوات بديلة وتغيير الرسائل الإعلانية.

بل يمكن أن يكون وجود مثل هذه الأنظمة الإعلانية سريعة الاستجابة ميزة تنافسية رئيسية.

فالإنترنت تحتوي على الكثير من البيانات التي يمكن استخدامها لتحسين الإعلانات، والبشر غير قادرين على الاستفادة من كم المعلومات الهائل، ولكن الذكاء الاصطناعي قادر على الاستفادة الكاملة منها.

كما يستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء نص إعلاني، وقد بدأت العديد من منصات الإعلان الرقمي طرح أدوات تساعد المعلنين على إنشاء رسالة أفضل.