بشهية مفتوحة للبحث عن موارد جديدة للغاز الطبيعي غير المصاحب للنفط على الأراضي السعودية، ستبدأ أرامكو السعودية عمليات التنقيب والحفر في المياه العميقة في البحر الأحمر بنهاية العام الجاري، وذلك في خطوة هي الأولى للشركة على الساحل الغربي للبحث عن مكامن جديدة فيه.

وستعد الخطوة تقدماً كبيراً للشركة على صعيد إنتاج الغاز الطبيعي من مصادر غير تقليدية، حيث يتركز كل إنتاج الشركة من الغاز المصاحب للنفط من مصادر تقليدية على الساحل الشرقي. ولا تزال أرامكو عازمة على المضي في اكتشاف المزيد من الغاز الصخري في المملكة، وهو أحد أنواع الغاز غير التقليدي الذي أحدث نقلة كبيرة في صناعة الغاز في الولايات المتحدة حالياً بعد استخراجه بكميات ضخمة هناك مؤخراً. وكشف النائب الأعلى للرئيس للاستكشاف والإنتاج في أرامكو السعودية أمين الناصر خلال كلمة ألقاها الأسبوع الجاري في منتدى لصناعة النفط والغاز في المنامة أن الشركة ستبدأ عمليات الحفر في المياه العميقة في البحر الأحمر بنهاية العام الجاري.

وكانت أرامكو قد أعلنت أنها ستنقب عن الغاز في المياه الضحلة في البحر الأحمر العام الجاري ومن ثم تنطلق للتنقيب عنه في المياه العميقة في العام القادم 2012، إلا أن تصريحات الناصر أوضحت أن الشركة قدمت موعد خططها.

ولم يكن البحر الأحمر في السابق بالنسبة لأرامكو السعودية منطقة مستهدفة لعمليات التنقيب عن النفط أو حتى الغاز، ولكن الزيادة السكانية الهائلة على الساحل الغربي للمملكة، إضافة إلى بحث الشركة عن موارد جديدة لمواكبة الطلب المستقبلي دفعاها إلى اقتحام البحر الأحمر.

وأرست أرامكو في فبراير من العام الجاري عقود استكشاف في البحر الأحمر على مجموعة الشعيبي وشريكتيها الدوليتين شركة أرك أكس البريطانية وشركة إي إم جي إس النرويجية. ومن المفترض أن تكون الشركتان قد انتهتا في يونيو الماضي من عملية التصوير الجيوفيزيائية والمسح السيزمي لأعماق البحر الأحمر وسلمت النتائج لأرامكو.

وكان الرئيس التنفيذي لأرامكو المهندس خالد الفالح قد توقع في ديسمبر الماضي بدء إنتاج الغاز من البحر الأحمر بعد عام 2015. وستشمل عقود الاستكشاف هناك البحث عن النفط كذلك، مضيفا أن التنقيب عن الغاز في البحر الأحمر سيكون أحد أهم مشاريع الاستكشاف للشركة نظراً لأن غالبية الطلب المحلي على الطاقة في المملكة يحدث في المنطقة الغربية، مضيفاً أنه في حالة اكتشاف مصادر غاز كافية هناك، فإن هذا سيساعد كثيراً في التقليل من حرق النفط الخام لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه في محطات الساحل الغربي.

والساحل الغربي اليوم هو أكثر امتلاء بالسكان من وسط المملكة أو الساحل الشرقي لها، حيث تظهر أرقام مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات أن سكان المملكة الذي يعيشون على الساحل الغربي يصلون إلى 13.7 مليون نسمة، أي ما يعادل نصف عدد سكان المملكة البالغ 27 مليوناً فيما يتوزع الباقون على المناطق الداخلية والمنطقة الشرقية.

وعلى صعيد الغاز غير التقليدي، قال أمين الناصر إن أرامكو حريصة على تطوير مصادرها غير التقليدية للغاز لتلبية احتياجات الطلب المحلي المتزايد لكن تكلفة الإنتاج مازالت مرتفعة للغاية، مضيفاً أن المملكة لديها فرص كبيرة في مجال الغاز من المصادر غير التقليدية، لكن المشكلة تكمن في السعر إلا أنه من الممكن جعله في مستويات معقولة مقارنة مع النفط الخام وأعرب عن أمله في استخدام التكنولوجيا المناسبة التي تجعل سعره مناسبا.

وأوضح أن صناعة الغاز الصخري خطت خطوة كبيرة، وبخاصة في أميركا الشمالية ليصل سعر الغاز إلى 4 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية. وبفضل التطورات التكنولوجية التي قلصت تكلفة إنتاج الغاز الصخري والمحكم تحولت أميركا الشمالية على مدار السنوات القليلة الماضية من مستورد رئيسي للغاز إلى مصدر محتمل.

ولكن سعر بيع الغاز الطبيعي للاستخدام الصناعي في المملكة يبلغ 0.75 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، ولهذا فإن التكلفة الحالية لإنتاج الغاز من المصادر التقليدية في المملكة أقل بكثير من تكلفة إنتاجه من مصادره غير التقليدية، مما يجعل آفاق الغاز السعودي غير التقليدي غير جذابة حالياً بجسب ما أوضحه الناصر.