ولا شك أن مطار الباحة ومستشفى الملك فهد وعقبة الباحة وإزدواجية طريق الطائف عسير، كانت الأولويات من المنجزات الجبارة التي دعمت المنطقة وأعطت أملًا في المواكبة الجادة، ثم جاءت جامعة الباحة لتكون الرافد الكبير نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
لكن ما بين ذلك من مشاريع لم تكن لتواكب الطموح إما بسبب تعثرها أو عمرها القصير الذي وجدناها فيما بعد مجرد أطلال، وحتى لا يكون الطرح إنشائيا أوردت يومها بعضا من تلك المشاريع التي تحولت من رافد تنموي إلى هياكل ترعب من يداعبه شوق الاستثمار في المنطقة.
منها مشروع القبب في مدينة الباحة حيث يشغل مساحة كبيرة وموقعا مميزا، وله أكثر من عقدين من الزمن مغلق،تحول معه إلى أطلال ، دون أن يلوح في الأفق بادرة استثمار تدعم الحركة السياحية بالمنطقة.
ومشروع تلفريك القمع ببلجرشي، له كذلك مدة تزيد عن عقدين، وقد تحول إلى موقع مهجور رغم المساحة والموقع المميز ، ومدينة الشهبا السياحية التي كلفت يومها قرابة 30 مليونا، ومشروع مشتل بلجرشي الوطني الذي كلف قرابة 9 ملايين ريال، ومشروع فندق الباحة الوحيد المميز يدخل موسمه الثاني وهو خارج الخدمة، ومشروع فندق ومستشفى غدران حيث يعتبر المستشفى الخاص بالمنطقة والذي قدم خدمات خففت عن مستشفيات الباحة الكثير، ومبنى غرفة التجارة ببلجرشي الذي عرض للتأجير، وكأنه آخر ورقات التوت التي تسقط لتوحي بهشاشة آلية التسويق وتشجيع الاستثمار.
هذا إضافة إلى مصنع الإسفنج والإسمنت ومصنع دباغة الجلود وفكرة مصفاة لأرامكو لم يعد الحديث عنها قائما، ولو نفذت لكانت داعما محفزا للاستثمار والتوظيف، وبالتالي التوطين والحد من الهجرة.
أما في مجال البيئة أيضا كانت هنالك سلبيات قاتلة وإهمال للمساحات الخضراء والحياة الفطرية،وما حادثة الوعول وكارثة الموت الجماعي، وكذلك سقوط شجرة الرقعة المعمرة بقرية الحدب في الباحة بعد أن دكت جذورها بالإسفلت وأحرقت جذوعها بالأضواء الحارقة، سقطت كشاهد عيان على الحال، هذا مع العلم أن في الباحة تقريبا ما يشكل 10% من مجموع السدود في المملكة.
وهنالك لا شك جوانب ومجالات أخرى مهمة ستستفيد من هذه النقلة النوعية،ولعل في مقدمتها معالجة التقارير وبعض الدراسات والبحوث، التي أشارت إلى أن الجريمة تعد الأكثر نسبة، وكذلك نسبة الأمراض النفسية، التي ستكون الشفافية أول مراحل التقصي والعلاج الناجح.
واليوم بعد الإعلان عن مكاتب استراتيجية تطوير منطقة الباحة لتكون هيئة مستقبلا سيجعلنا بإذن الله أكثر استبشارا واستشرافا لتخيل مستقبل الباحة، وقد غمرها سموه الكريم بهذه اللفتة الكريمة التي ستستقطب أفكارا ورؤى وكوادر تخرج المنطقة من المشاريع الوقتية والضيقة حول المنطقة المركزية بمشاريع إستراتيجية كبرى تعم جميع محافظات المنطقة إلى ما هو أشمل وأعم نفعا، مستغلة الإمكانيات المتوفرة بحسن الإدارة والتشغيل، وفتح مجالات أرحب لمشاريع مهمة -وذلك بتوفيق الله- باستقطاب -كما أشرت آنفا- كوادر عملية ذات بعد نظر لما فيه الصالح العام المستدام وليسعد الأهالي هنالك فقد هبت هبوب التطوير ونجاعة المسير.
فشكرا سمو ولي العهد، على هذه اللفتة التي في حقيقتها كانت بفضل الله مؤشرات ومبشرات جهوده خلال عام 2021 ولم ينته، إضافة لاستراتيجية تطوير الباحة والجوف وجازان بإشارة مختصرة لـ استراتيجية تطوير عسير - إنشاء أول مدينة غير ربحية بالعالم - استراتيجية الوطنية للاستثمار ـ إنشاء مدينة #نيوم الصناعية أوكساچون أكبر تجمع صناعي عائم في العالم - برنامج تنمية القدرات البشرية.. وإلى المزيد بإذن الله مع فارس العهد الجديد.. وغدا لمرتجيه ليس ببعيد.