ولعلنا هنا نتوقف على مسألة وقت الاستخدام الذي يعد مقبولًا جدًا بالنسبة لتلك الفئة خاصة من يستخدمونه لمدة نصف ساعة ومع ذلك ما سلموا من بعض العلل الصحية، وهذا أظنه يعود إلى وضعية الجلوس الخاطئة، وهنا يجدر بالأسر ملاحظة ذلك وتعليم الصغار وضعيات الجلوس الصحية، أما بالنسبة لمن لديهم أعراض إدمان والتي تبدأ من ثلاث ساعات ونصف يوميا وقد تمتد لتصل إلى ست عشرة ساعة يوميا فإن وضعية الجلوس ليست هي المشكلة بل يجب أخذ من لوحظت عليه تلك الأعراض إلى أقرب عيادة نفسية لمعالجته إن استعصى على الأبوين ضبطه وتقنين أوقات لعبه.
كما أظهرت النتائج ارتباط ممارسة تلك الألعاب بالإصابة بآلام الرسغ والإصبع، وأنه كلما طالت فترة الاستخدام كلما زاد الألم خصوصًا بالنسبة لصغار السن. ويعتقد العلماء أن الأطفال الصغار أكثر عرضة لهذه الآلام لأن عضلاتهم وأوتارهم ما زالت في طور النمو.
كما أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت من خلال تصوير أدمغة المراهقين بواسطة أشعة الرنين المغناطيسي MRI وجود علاقة بين الألعاب الإلكترونية العنيفة وأنماط من أنشطة محددة في دماغ الإنسان، حيث تفيد الدراسة أن المراهقين الذين يتعرضون لمشاهد عنف لمدة ثلاثين دقيقة سواء كانت من خلال الألعاب الإلكترونية أو مشاهد تلفزيونية أو سينمائية، يحدث لديهم أنماط مختلفة من الأنشطة عن تلك التي تظهر لدى أقرانهم ممن لا يتعرضون لمشاهد العنف أو حتى يتعرضون لها ولكن بشكلٍ أقل.
ويظهر هذا التفاوت في منطقة من الدماغ تسمى بريفرونتال كورتكس Prefrontal Cortex (وهي منطقة من الدماغ مسؤولة عن ضبط النفس والمستوى الأعلى من التفكير) حيث ينخفض مستوى النشاط في هذه المنطقة بعد التعرض لمشاهد العنف، لدرجة شبيهة بمستوى النشاط في المنطقة نفسها ، لدى المراهقين ممن لديهم سوابق في السلوك الإجرامي، وفي المقابل أظهرت الدراسات أن منطقة أخرى من الدماغ تسمى أميغدالا Amygdala (وهي المنطقة التي تنشط أثناء شعور الإنسان بالتهديد أو الخوف) زيادة في نشاطها عند مشاهدة المراهق أو ممارسته لألعاب العنف لمدة ثلاثين دقيقة، مقارنة بأقرانه الذين لم يمارسوا أو يشاهدوا مناظر عنيفة.
كما تذكر إحدى الصحف البريطانية أن أحد المراهقين ويدعى لورينزو أماتو Lorenzo Amato نقله والده بصورة عاجلة إلى أحد المستشفيات في جنوبي إيطاليا بعد إصابته بما شخص مبدئيا على أنه جلطة دماغية تسببت في عدم قدرته على النطق أو إدراك ما يجري حوله، ثم اكتشف لاحقا أن ما أصابه كان بسبب إمضائه فترة طويلة من ممارسة الألعاب الرقمية، ويذكر والد الطفل أن ابنه طلب منه فور مغادرته المستشفى أن يرمي جهاز البلايستيشن بعيدا حيث يشعر بحالة من الرغبة في التقيؤ بمجرد التفكير في اللعب كردة فعل عنيفة لما أصابه من أضرار وتلفيات في الدماغ.
وأثبتت البحوث العلمية للأطباء في اليابان أن الومضات الضوئية المنبعثة من الفيديو والتلفاز تسبب نوعا نادرا من الصرع، وأن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، فقد استقبل أحد المستشفيات اليابانية 700 طفل بعد مشاهدة أحد أفلام الرسوم المتحركة، وبعد دراسة مستمرة تبين أن الأضواء قد تسبب تشنجات ونوبات صرع فعلية لدى الأشخاص المصابين بالحساسية تجاه الضوء، والذين يشكلون 1% من مجموع سكان أي دولة.