النجومية حلم يداعب كل الفنانين الذين يلتحقون بالوسط الفني، بعضهم يتمنى الوصول إلى شهرة نجمه المفضل الذي كان يتابع أعماله عبر الشاشات، وبعضهم يتطرف في أحلامه فيحلم بالوصول إلى العالمية.

وحتى يصل أحد الفنانين إلى النجومية التي يحلم بها، يستغرق ذلك وقتاً طويلاً ومجهوداً أكبر، ولكن الأصعب برأي المتابعين الحفاظ على هذه النجومية، وكثيراً ما نرى نجوماً صعدوا إلى قمة النجومية ثم تهاوى نجمهم سريعاً.

الناقد السينمائي مصطفي درويش يشير إلى أن "الوصول إلى القمة قد يكون صعباً، إلا أن الحفاظ على هذه القمة أصعب ويتطلب أموراً كثيرة، أهمها أن يتمتع الفنان بالذكاء الفني، والقدرة على التخطيط لمستقبله، بعيداً عن العشوائية التي قد تقتل الموهبة، كذلك يجب أن يكون الممثل ذكياً في اختيار فريق العمل الذي يعمل معه، حتي يتمكن من خلاله من إبراز موهبته، حيث يجب أن يؤمن النجم أن العمل الفني عمل مكتمل العناصر يعتمد على جميع العاملين فيه، وليس على النجم فقط"، مشيراً إلى ضرورة اهتمام النجم بالتنوع في أدواره، وعدم التكرار.

ويتفق الناقد أمير أباظة مع درويش في أن التجديد وعدم الوقوع في النمطية من أهم شروط النجاح، مشيراً إلى أن هناك بعض النجوم ينجحون من خلال شخصية معينة ، فيكررونها كنوع من الاستسهال واللعب على المضمون، وهؤلاء برأيه يفقدون جزءاً كبيراً من النجاح الذي حصلوا عليه، ويشعر المشاهد بالملل من تكرار نفس الشخصية، مشيراً إلى أن التغيير ومفاجأة الجمهور شرطان هامان للاستمرار.

أباظة يؤكد أيضاً على ضرورة التزام الفنان على المستوى الشخصي حتى يحافظ على صورته لدى الجمهور، كذلك يجب أن يحرص على أن يكون ظهوره الإعلامي مرتبطاً بأعماله، أيضاً الثقافة والوعي عاملان هامان لاستمرار النجاح، حيث يتيحان للفنان اختيار الأعمال التي ترتقي بذوق الجمهور ولا تهبط به.

الناقد محسن ويفي يري أن الحفاظ على النجاح يتطلب أن يتمتع الفنان بالجرأة، والقدرة على المغامرة، وعدم الاستسهال والتقليد، ويضيف "على الفنان الذي يريد الحفاظ على ما وصل إليه أن يبتعد عن الغرور الذي يمثل معول هدم في أي مسيرة، وعلى الفنان أن يستمع للنقد الذي يوجه إليه ولا يتعالى عليه، بل على العكس يحاول الاستفادة من هذا النقد في تصحيح مساره".

ويرى أحمد السقا أن هناك شروطاً كثيرة للوصول إلى النجاح ثم الحفاظ عليه، أهمها اختيار السيناريو الجيد، والحرص على التنوع في الأدوار، كذلك العمل مع كتاب سيناريو ومخرجين متميزين، وأن يترك لكل عنصر القيام بدوره حتي يتسنى نجاح العمل.

غادة عبد الرازق بدورها تؤكد على أن الجراة من أهم عوامل الحفاظ على النجومية بعيداً عن التقليدية. أما الفنان أحمد مكي فيرى أن الممثل الناجح هو من يستطيع الحفاظ على صلة دائمة بينه وبين الواقع المحيط به، مع البحث عن جذور وتاريخ أي شخصية يعهد له بتقديمها، لأن هذا سيساعد علي تفهمها، ثم إجادة تقديمها.

ويعتقد الفنان مجدي كامل أن من أهم أسباب حفاظ النجم على مكانته هو الاجتهاد، ومحاولة الفنان دائماً التطوير من أدواته.