وقال رئيس قسم العمليات الرئيسية بالمفوضية، سعيد القصبي، في وقت سابق، إن مفوضية الانتخابات تقف على مسافة واحدة من المرشحين كافة، سواء بالانتخابات الرئاسية أو التشريعية.
وذكرت مصادر عسكرية في الجيش الليبي، أمس، أن قائد الجيش خليفة حفتر، سيتوجه اليوم الثلاثاء لتقديم أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية، بعد جمع التزكيات اللازمة، وذلك بعد نحو شهرين على توقفه عن أداء مهامه.
مفاوضات أخرى
تحدثت مصادر إعلامية أخرى عن وجود مفاوضات مع رئيس البرلمان، عقيلة صالح، الذي يريد كذلك التنافس على الرئاسة، وكان ينوي تقديم ترشحه الثلاثاء، وكذلك مع قبيلته «العبيدات»، إحدى أكبر قبائل الشرق الليبي، من أجل إقناعه بالانسحاب، وفسح المجال أمام «حفتر» ودعمه، حتى لا تتشتت أصوات إقليم «برقة»، ولا يهزم «حفتر».
يمتلك قائد الجيش شعبية كبيرة في الجهة الشرقية، تؤهله لأن يكون مرشحا ومنافسا بارزا على رئاسة البلاد في الانتخابات المقبلة، اكتسبها من خلال الدعم القبلي، وجهوده في مكافحة الإرهاب، وتحرير شرق البلاد وحقول وموانى النفط من الجماعات المتشددة والتنظيمات الإرهابية.
وبدأ التحضير والترويج لترشح «حفتر» إلى الانتخابات، منذ أشهر، تحت شعار «كمّل مشوارك»، بعدما ظل طيلة السنوات الماضية وجها بارزا في المشهد السياسي والعسكري، إذ يرى فيه أنصاره وداعموه القدرة على المسك بزمام الأمور، وانتشال ليبيا من الفوضى التي تعيشها.
كما خلع «حفتر» بدلته العسكرية في عدة لقاءات ومناسبات وملتقيات، وظهر في نشاطات اجتماعية بلباس مدني، وأطلق عدة وعود خارج صلاحياته ومهامه العسكرية مثل بناء شقق سكنية ومدن جديدة، من أجل إظهار نفسه كمرشح مناسب لرئاسة ليبيا.
إشعال السباق
ترشح «حفتر» سيشعل السباق نحو كرسي الرئاسة في ليبيا، حيث سيجد نفسه في تنافس مع سيف الإسلام القذافي، مرشح أنصار النظام السابق القوي، الذين يشكلون كتلة انتخابية وازنة، بينما يعوّل «حفتر» على أصوات المنطقة الشرقية. كما أن الطرفين سيحاولان اختراق مناطق سيطرة وشعبية كل منهما، لكسب أصوات جديدة.
لكن ترشح هذين الطرفين أربك وأزعج معسكر الغرب الليبي، الذي جدد مذكرة قديمة تتهمهما بارتكاب جرائم إنسانية، وتطالب بوقف إجراءات ترشحهما إلى الانتخابات إلى حين انتهاء التحقيق معهما. وأعلن المعسكر الغربي رفضه إجراء الانتخابات بالشكل الحالي. كما هدّد باستعمال القوة والسلاح في منعها، وهو ما أثار مخاوف من أن تؤدي هذه الانتخابات، التي يعوّل عليها لإعادة الاستقرار إلى ليبيا، إلى مزيد من الفوضى والانقسام.