والحديث عن اليمن لا غير، هنا أقول صادقا، لا أمثل إلا كواحد من الناس لا حول له ولا قوة، وليس لديه مثقال ذرة من معلومات أو حوارات تدور خلف الكواليس، سواء كانت هذه الكواليس فخمة أو متواضعة مثل تواضع معلوماتي التي على قد الحال، ولا تنشد عن الحال خليها مستورة وإلا رابغ كله عند العرب صابون.
ولكن أنا أعبر عن انطباعات متراكمة، خلقت لدي تصورا ما وربما هنا من يجاريني في هذا التصور، وقد أكون بعيدا كل البعد حتى عن طرف من الحقائق وهنا جمعتها لأن حقيقة واحدة لم تعد ضالة المتسائل.
أنا كواحد من الناس ومخلوق معدود من البشر في صدري أوار ملهلب ويشتعل من معلومات تترامى هنا وهناك، أرى بعد عصف ذهني مني لا غير، أنه لا دخان دون نار، وودي أبوح بكل ما يلوب في الفكر والقلب ولكن الماء الذي في فمي يسد الحنك ويمنعني، حتى قررت ألا أشرب الماء ولا حتى العصير.
الأجواء تعج بالأخبار، والحقيقة كلمة يعج دلفت أبواب تفكيري بالصدفة، ولكن وجدتها هي الأنسب لما يدور في اليمن، فمنذ أن أمر الملك سلمان بن عبدالعزيز ببدء عاصفة الحزم، وشارك في الحملة عدة دول كتحالف لدعم الشرعية، منذ ذلك الحين، والمملكة العربية السعودية تتحمل العبء الأكبر من هذه المهمة الشريفة الضرورية لنبذ ورفض الانقلابات كمبدأ للاستيلاء على السلطة، وبخاصة من فئة مارقة لا تشكل إلا مجموعة ضئيلة من المكون اليمني. والتي لها أهدافها غير الشريفة وتقاد من بلاد فارس.
لقد قامت المملكة بواجبها لدحر هجوم الحوثيين على بلدات اليمن وأوقفت زحفهم قبل أن يحتلوا عدن وما حولها، ومع الأسف ومن ذلك الحين فعدد ولا حرج عمن نكثوا الوعود والعهود، ممن أعمتهم شهوات السلطة أو المصلحة غير النظيفة، فذهب من ذهب، ولوي عنق أهداف الحملة إلى مصالح وتكتلات وتجاذبات حتى مع أعتى الخصوم، وظلت مملكة الشرف والكلمة الصادقةً على موقفها وتحملت أعباء مضافة حليمة كريمة عظيمة كما هي دائما وأبدا تصبر صبر الكبار.
تذكرني هذه المواقف بقول الشاعر طرفة بن العبد:
وظلم ذوي القربي أشد مرارة *** على المرء من وقع الحسام المهند
فمع الأسى والألم، قام البعض ممن هم محسوبون على الشرعية بتجاوزات، استغلالا للفرص التي ظنوها مكسباً فحضرت النرجسية ممثلة في الانتهازية الكريهة، ولم يتذكر البعض أن القوة التي أصبحوا يتمتعون ببعضها لم تكن لتكون لولا عاصفة الحزم، وصد الحوثيين عن مواصلة هجومهم واحتلالهم للمحافظات سواء كانت شمالية أو جنوبية.
وقد تناهت الأخبار عن بعض الأطراف التي تنكبت طريق التحرير وأصبح همها أن تنهب الذهب والحرير، وكلما وجدت فرصة لم تتورع عن انتهازها، ولو كانت طعنة في مجهود تحرير اليمن من هذه الطغمة الإرهابية، ولم نعد نعرف من يخن من، ومن لم يخن بعد وهو في أدنى الأوصاف شيطان أخرس.
اليمن مهما طال الزمن أو قصر سيتحرر على يد الأحرار الصادقين، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية بحكيمها الملك سلمان بن عبدالعزيز وبفارسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مع بقية الرجال الذين هم آخر السادة المحترمين من رجال اليمن الشرفاء، سواء من الجيش الوطني أو المقاومة الشعبية الذي يعلمون أن اليمن لا يمكن أن يكون مكنة تفريخ للدجاجة الإيرانية التي لو عاشت لباضت خرابا وطائفية وفقرا، كما هو الحال في لبنان وسورية وما فعلوه في العراق وما يمر في اليمن نفسه الآن.
آجلاً أو عاجلاً لا بد أن ينجلي الغبار في يوم ما وتظهر الحقائق، وحينها لا عزاء للمتآمرين ومن لا خلاق لهم، وحفظ الله مملكة الخير وقادتها الذين صدقوا الوعد وصانوه. 2- القشة التي قصمت حلم الحليم.
يقولون في الأمثال الشعرة التي قصمت ظهر الجمل، والواقع أن كلام الغر قرداحي كان هو القشة التي قصمت حلم الحليم، لقد صبرت المملكة صبرا لا مثيل له على صادرات لبنان، والتي كانت المخدرات من سيئاتها، ولكن لم تكن في رأيي هي أسوأها رغم فداحتها، فالمواقف الهينة اللينة التي تصدر من حكام لبنان، والحقيقة مجازا نسميهم هكذا، فهم لا حول ولا قوة لهم وما باليد حيلة، حتى الجفا، على قول أم كلثوم محرومين منه.. فإنهم حتى لا يستطيعون إبداء الجفاء أو الانزعاج من تصرفات رئيس «حزب الله» وبري والتيار الوطني الحر الذي هو اسم على غير مسمى.
لقد أمعن هؤلاء في إذلال الإرادة السياسية للحكومة وأصبحت مجرد خيال مآتة لنش الذباب، وحتى الذباب أصبح لا يهابها.. الشيطان حسن يقول، إنه عارض إقالة أو استقالة قرداحي حتى لا يخضع لبنان لإملاءات خارجية، رغبة أي إنسان أن يضحك حتى يموت من الضحك، عاد هو وحظه يعيش ثاني ويشوف الحشف وسوء الكيل الذي أصبح على قفا من يشيل أو ما يكتب له ويكون كما يقول المثل الشعبي «ارتاحت القرعة من كد الأمشاط».
نعم انظروا من يدافع عن قرار لبنان الذي أصبح رهينة لإيران، عن طريق الأخوين حسن ونبيه وبينهما باسيل، وأقول من عندي، ترى خبركم عتيق رأس قرداحي ما عاد هو ثمن لأنه ما يسوى، أنا كمواطن أحب لبنان وأهله، لكننا في غنى عن شياطينه التي باتت تحكمه، ولكن إذا خرجت الشياطين ستأتي الملائكة، وحلال على من لا قرار له في لبنان العظيم، زعفران وكافيار إيران والعمائم السوداء، ولا يزعل علينا أحد فنحن لا نقوم بالمؤامرات ولا نسلح الأحزاب، ولا نهرب المخدرات ولا نضارب بالليرات. وسيراً على قول الحاكم بأمره لديكم حسونة إننا نحن سبب المشاكل إذاً دعونا في حالنا نهرب بجلدنا، ويخلو الجو لحسن وزبانيته أكثر مما قد خلا، وليورونا شطارتهم، ويا دار ما دخلك شر.