استعاض الفلسطينيون في الذكرى الرابعة والستين للنكبة التي توافق سنويا 15 مايو، بانتصار أسراهم على السجان، بعد أن كان شعارهم التحرير والعودة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

أليست مهزلة أن تتقلص الآمال بالتحرير إلى حفنة من الإجراءات يمن بها الاحتلال على معتقلين، كل تهمتهم أنهم يريدون استعادة حقوقهم المغتصبة وإقامة دولتهم التي أقرتها المرجعيات الدولية.

تراجع الاهتمام الدولي والعربي والإسلامي بالقضية الفلسطينية، بقرار من الفلسطينيين أنفسهم، عندما أصبحوا أداة طيعة بيد من بيده الحل والربط، بعد أن كانوا رقما صعبا في المعادلة الدولية التي أرساها أبو عمار، عبر سنوات من التخفي والشرود بين البراري والجبال والأغوار، وبدماء آلاف الشهداء الذين سقطوا على تخوم فلسطين، أو في شوارع المدن التي اغتصبت، وغُيرت أسماؤها.

أوسلو، وقبلها كمب دايفيد، كانتا القشة التي قصمت ظهر البعير الفلسطيني، فأناخته تحت وطأة الوعود البراقة بالدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو 1967، فإذا بالمساحة تتقلص، وبالمستوطنات تتوسع، وبالمشرط، يعمل بترا بخريطة طريق فلسطين، فتتحول إلى مناطق "أ" و"ب" و"ج"، وبجدار عازل يقسم ليس البلدة الواحدة، وإنما البيت الواحد.

مساء الأربعاء تشكلت حكومة فلسطينية جديدة من 24 وزيرا. وهي حكومة تشكل امتدادا لحكومة الأزمة السابقة، وتتعارض مع اتفاق القاهرة الذي نص على أن تكون برئاسة أبو مازن، وفي ذلك إصرار على إبقاء الخلاف الفلسطيني مستمرا، فلا مصالحة ولا متصالحون.

في 15 مايو من العام القادم، أتمنى على الفلسطينيين ألا ينسوا مفاتيح منازلهم التي خرجوا بها من بيوتهم، ولا صكوكها لأنها الوحيدة التي ربما تذكرهم بقضيتهم.