رسم الباحث في التراث، رئيس جمعية علوم العمران في فرع الأحساء المهندس عبدالله عبدالمحسن الشايب، خارطة طريق للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي «اللامادي» في الأحساء وإبرازه، موضحاً لـ«الوطن» أن التراث اللامادي، يشمل الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، وحرف وفنون، وعادات وتقاليد وأنماط تعبير شفوي، واحتفالات وطقوس وأساليب معيشة.

وركز الشايب ضمن الخارطة التي يطرحها على أهمية استثمار الموروث في البرامج السياحية، وتضمين الحفاظ على ثقافة الموروث غير المادي ضمن منهج التربية الوطنية، مع تنمية هذا التراث من خلال كونه محركا اقتصاديا كمنتجات الحرف أو الاستعمال اللغوي في الدراما.

9 آلاف عام


أكد الشايب أهمية الحفاظ على التراث اللامادي في الأحساء، وهو تراث يؤرخ لتاريخ يمتد لـ9 آلاف عام «أول موطن استيطان بشري»، وهو محل مسؤولية للحفاظ على هوية المجتمع والتنوع الثقافي، مبينا أن الجمعية السعودية للحفاظ على التراث تضطلع بمهمة تسجيل التراث اللامادي عالمياً، موضحاً أنه في عام 2015 تم تسجيل الأحساء بالبوابة الإلكترونية لليونسكو في الحرف والفلكلور «ضمن المجتمعات الإبداعية والخلاقة». وفي عام 2018 تم إعلان واحة الأحساء موقع تراث عالمي بـ12 مكوناً في وقت واحد؛ لتجعلها الأولى في المساحة الجغرافية، ولأول مرة في اليونسكو تكون هناك ثنائية البيئة والإنسان، وفي العام 2020 أعلنت الأحساء أنها أصل أو مهد النخلة، ومنها انتشر حزام النخلة عبر التاريخ، وذلك ضمن ملف مشترك بـ14 دولة عربية، وتثبيت وتأكيد أنها أكبر واحة في العالم بـ3 ملايين نخلة منتجة.

صناعة الذهب الحساوية

حصر الباحث الشايب بعضاً من عناصر الثقافة اللامادية في الموروث الأحسائي، ومنها البشت الحساوي، الخبز الحمر الحساوي، الخزف، صناعة الذهب الحساوية، الدلة الحساوية، النقوش الجصِّية الحساوية، فن الخماري الحساوي، العرضة الحساوية، فن الجلوات في الأعراس، فن النهامة في صرام التمر، حصاد العيش، ركوب البحر، صناعة القفاصة، التلييف التي تعتمد على الليف من النّخيل، فتل الحبال، الخوصيّات، جدوع النخيل والاستفادة منها في أسقف المنازل، والحضار؛ وهي الأسوار من سعف النّخيل، والعريش، والصناعات الغذائية المعتمدة على التّمر، موسم الرطب الذي يستمر لأربعة أشهر، مواد الوقود كالجذوع والكرب والسّعف، ومهن ارتبطت بالزراعة كالضّراب «تطهير»، والبطاط، الحشاش، والتنبيت، والخراف، والصّرام، والسّقي، وجني المشموم، إضافة إلى النّسيج وتعتمد على النّول اليدوي «السّدو، المداد من نبات الأسل الذِّي ينمو بالمناطق الرّطبة بالأحساء، الحياكة لإنتاج الأقمشة».

الدلة الحساوية

أضاف أن من بين عناصر التراث اللامادي، النجارة والزخرفة على الخشب، والغراش من يشتغل بالطين وتشكيله وحرقه بالدوغة، والحدادة، والصفارة «تعد هي الدلة الحساوية، والتي تم استنساخها في العالم العربي»، والقطانة، والخط العربي، ودباغة الجلود للصناعات الجلدية، وصناعة العطور والبخور، وصناعة الآلات الموسيقية، فن المسامرة الشَّعرية، عصر اللومي الحساوي، حفلة ختم القرآن، توديع الحجاج، حبة الرأس في العرس، والقرقيعان، وليلة النافلة، وفن الجلوات «الإنشاد» في الأعراس، وفن الحداء في سير القوافل، والمهن النسوية «المشّاطة، العكّافة، الخيّاطة، المُطرّزة، الطّباخة، المولّدة (الدّاية)، والمحنيّة، وكذلك ألعاب الأطفال، والصبيان والفتيات والكبار، والسفرة الحساوية» كبسة العيش الحساوي، المفلق، الهريس، العصيدة، الممروس، المحمر على السّمكْ، المجدر، قرص البيض، اللقيمات، الشوربة، المبصل، الزّردة، الكليجة، الكراعين، الكبدة، المندي الحساوي، والودمة الحساوية، إضافة إلى المهن الحمالي، الحملدار للحج، والجمّال، والصّبي (صبّاب القهوة).

تلف وإزالة

بدوره، أكد المستشار في هيئة تطوير المنطقة الشرقية، مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني في الأحساء سابقاً خالد الفريدة لـ«الوطن»، أن تراث الأحساء اللامادي كبير جداً ومتشعب، ويتطلب للحفاظ عليه عملا كبيرا، ويعتمد تسجيل التراث اللامادي على اللقاءات الميدانية، لأصحاب ذوي الخبرة، والكبار في السن من الرجال والنساء، وترصد تلك اللقاءات والتسجيلات في أجهزة متطورة تضمن بقاءها فترات زمنية طويلة، والحفاظ عليها من التلف والإزالة والحذف، معرباً عن خشيته من اندثار هذا التراث مع مرور الأيام، خصوصا أنه تراث يدل على ثقافة وحضارة الأحساء.

خارطة طريق الحفاظ على الموروث اللامادي

توثيقه وإعداد الدراسات

استغلال وسائط التواصل والإعلام بشكل ممنهج للتعريف فيه

تنمية الموارد البشرية لمختلف مظاهر هذا التراث

تضمين الحفاظ على ثقافة التراث غير المادي ضمن منهج التربية الوطنية

تدويل الموروث من الاستفادة من برامج العولمة

استغلال الموروث في البرامج السياحية

تشجيع المسابقات التي تهدف لإحياء التراث

المساندة المادية وتهيئة الوسائل لممارسي الثقافة غير المادية

تنميته من خلال كونه محركا اقتصاديا كمنتجات الحرف أو الاستعمال اللغوي في الدراما