الإعلام مهنة عظيمة في المجتمع، وهو العمل الذي يقدم التوعية الشاملة لأفراد المجتمع في مواكبة الأحداث، من خلال قنواته المرئية والمسموعة والمقروءة.

وفي عالمنا اليوم نرى الإعلام قد استطاع أن يقفز قفزا في تقديم المعلومات بأسرع ما يمكن مع ظهور الإعلام الرقمي.

وزاد عدد الكوادر الإعلامية وهم يحملون شهاداتهم العلمية التي تثبت لهم مكانتهم في الإعلام، ولكن في بداية الأمر جعلوا العمل الإعلامي مطية للوصول إلى مطامع شخصية دون المجتمع، فكانت النتيجة فساد المجتمع.


وبدأت رحلة انتفاع الاعلاميين الانتهازيين تظهر ملامحها بوضوح أيام ظهور الجماعات الإرهابية، وحمل طابورها سمات شخصية تتميز بلباقة المتحدث والقدرة على التنظير والتدليس، وخلط الغث بالسمين، ووضع السم في العسل.

وصل المدى بهؤلاء الانتهازيين من النفعية إلى أقصاه، فلم تقتصر استفادتهم على المكاسب المادية، التي تكفل لهم عيشة مرفهة، بل تجاوزوا ذلك بمراحل، وصلت إلى تضخم ثرواتهم، والزج بها مع ترسانة اقتصادية لرجال الأعمال المنتمين للجماعة الإرهابية دون وازع لضمير، أو مجرد تروٍ لما تمليه المسؤولية الاجتماعية تجاه الأوطان.

إن المملكة العربية السعودية تقوم -بفضل الله- ببذل الجهود لمحاربة الإرهاب والتطرف من خلال وسائل كثيرة، من بينها الإعلام، والذي وصل إلى درجة كبيرة من حيث تعددت الفضائيات وتنوعت البرامج والندوات التي يشارك فيها الخبراء الذين يحملون رسالة السلام والمحبة، وعكس ذلك هناك قلة ممن ينتمون إلى الإعلام، فكأن المسألة لاعلاقة لهم بها، وهم يعلمون أن دورهم الوطني والإنساني في التصدي للإرهاب والتطرف واجب عليهم، ولكنهم اختاروا الانحياز إلى السكوت وعدم الاهتمام بالأمر.