يعتقد كثير من الناس أن الألم الذي يحدث في أحد الفكين يكون سببه الأسنان، فيتوجه مباشرة إلى طبيب الأسنان، متجاهلا أن هناك أعراضًا ثانوية أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار للتشخيص الصحيح وتلقي العلاج المناسب.

هناك أعصاب تربط الوجه بالدماغ لإرسال السيالات العصبية المسؤولة عن حركه الوجه، وعن الإحساس من وإلى الوجه للدماغ. من أهم هذه الأعصاب، العصب الخامس، الذي يوجد عند الأذنين مباشرة، وهو المسؤول عن نقل السيالات الحسية من الوجه إلى الدماغ، ويتكون من ثلاثة ألياف عصبية وهي:

الأولى حزمة عصبية عينية، والتي تتحكم بالعيون والجفون العلوية والجبين.


الثانية حزم عصبية فكية علوية وهي المسؤولة عن الجفون السفلية والوجنتين والأنف والشفة العليا واللثة العلوية.

والثالثة حزم عصبية فكية سفلية المسؤولة عن الشفة السفلى واللثة السفلية وبعض العضلات التي تتحكم بالمضغ.

يتأثر هذا العصب عند تعرضه لضربة قوية أو عند وجود تورم فوق العصب يضعفه مثل خراج الأسنان أو أن هناك تمددا بالأوعية الدموية تسبب ضغطا على الحزم العصبية المكونة للعصب.

من أهم أعراض التهاب هذا العصب أن الألم يأتي فجأة على شكل نوبات متفاوتة شديدة كالصاعقة الكهربائية، يتمدد على مسار العصب في أحد الفكين أو الوجنتين، ويستمر هذا الألم من بضع ثوانٍ إلى دقائق، ويختفي أيضا فجأة وكأن شيئًا لم يكن، وقد تتأثر عملية البلع الطبيعية تدريجيا على حسب درجه الالتهاب.

ويزداد هذا الألم أو يحدث عند إثارته كتنظيف الأسنان أو الحلاقة أو غسل الوجه أو التعرض لموجة هواء باردة.

أما ألم الأسنان فهو ألم ذاتي يأتي من مصدر خارجي يكون في منطقة واحدة يستمر لساعات، ولا يزول إلا بأخذ مسكن أو زوال المصدر المسبب، ويكون الألم كالمطرقة على الوجه ويثار عند أكل أو شرب مأكولات باردة أو حارة، وممكن أن يزداد مع عملية المضغ ويستطيع أن يوقظك من النوم.

في عيادة الأعصاب يشخص التهاب العصب الخامس عند الفحص السريري، وأخذ التاريخ المرضي من المريض، ويمكن علاجه بالأدوية المسكنة والأدوية المضادة للالتهاب، وقد يحتاج لعملية جراحية لإزالة السبب الضاغط على العصب مع ضرورة الالتزام بجلسات العلاج الطبيعي، وتختفي هذه الأعراض بعد بدء العلاج من ثلاثة أسابيع إلى شهرين، ويمكن أن تستمر لسنة على حسب حدة المرض.