والمحزن بالأمر أنهم يعانون من هذا التغير حتى في بيوتهم، التي لهم سلطة عليها كآباء أو أمهات، وما أن ينتهوا من هذا الندب على المجتمع وتنتهي المساحات، يعودون لعالمهم الخاص دون أن يغيروا شيئا، بل أحيانا يرمي الجهاز الثاني أو الآيباد لأطفاله ليأخذ راحته بالملتقى الثقافي الذي يتكلم عن تربية الأطفال وسلبياتها وإيجابياتها.
متناسين أن طرق التربية الأسرية تغيرت عما كانت عليه في السابق، وأن التربية التي كانت مقتصرة على المحيط الضيق من الأب والأم والجار والجارة انتهت ولم تعد موجودة نهائيا.
الآن التربية الأسرية مرتبطة ارتباطا كليا بالسوشال ميديا ومحتوياتها من مؤثرين فيه بطرق مباشرة، كشخصيات حقيقية أو رسومات متحركة.
هنا لا يمكنك كمثقف أو ولي أمر أن تغير منه إطلاقا، فهذا عمل ممنهج وله أبعاده وتبعاته، ومن الممكن جدا أن يكون غزوا فكريا مخطط له حتى يتم تغيير مجتمعات كاملة، لأنهم استهدفوا المستقبل بالأطفال فهم المجتمع القادم.
من هنا أستطيع أن أقول، انتقل الموضوع من الأمن الأسري إلى الأمن القومي، ولابد من دراسة الأمر على أعلى المستويات، وأن تتدارك الدول هذا الغزو الفكري على أطفالنا.
وأعتقد أن تحجيم وإغلاق بعض القنوات أو الصفحات في هذه البرامج أمر صعب جدا خصوصًا في وقتنا الحالي.
فهنا بنظري، إدخال شخصيات حقيقية وإنتاج رسومات متحركة ذات طابع جيد جدا، تزرع قيما ذات بعد وطني وإيماني وأخلاقي في التعامل الأسري والمجتمعي، وإلحاقها بالسوشال ميديا، ودمجها بمجسمات تكون حاضرة في المهرجانات مع الأطفال، هي أكثر تأثيرا وإنتاجية.
كتبت هذا المقال متمنيا أن يقرأه مسؤول لا مثقف أو مطلع، ليعلم أن الأمن القومي مهدد من البذور فأطفالنا مستقبلنا.
وأخيرا أعتذر من ابنتي التي تأخرت عليها وهي تنتظرني أنتهي من هذا المقال، حتى تأخذ جهازي وتشاهد اليوتيوب.