ولكنه فضل أن يجمع على نفسه سوءات أخرى إلى سوأته الأولى، وهي هجومه على السعودية والإمارات ووصفه لهما بالعدوان وتمييعه جرائم الحوثي واختزالها في عذر الدفاع عن النفس ضاربا عرض الحائط بمجازر الحوثي باليمن وانقلابه على الشرعية الدولية، وتهديده أمن المملكة، وقذفه بيت الله الذي لم يسبقه إلى أذاه إلا أبرهة الحبشي والقرامطة...
لو تغاضينا عن موضوع أن السعودية هي من صنعت قرداحي، وهي من جعلته يصل لهذا المكان الذي هو فيه، وأنه عض اليد التي امتدت له، فكيف نتغاضى عن المبادئ الإنسانية للبشر عن إحساس الإنسان بمأساة الإنسان، عن مجرمين حرموا الناس من أبسط حقوق الحياة الكريمة.
ماذا عن شعور اليمني البسيط الذي يسمع قرادحي ينافح عن الحوثي الذي دمر اليمن فكريا وثقافيا وإنسانيا، وأعاد اليمن حقبا تاريخية للوراء.
وكيف يتغاضى الإنسان السوري البسيط الذي خاض البحر يفترسه الخوف من الغرق ليهرب من نار بشار وزبانيته إلى لا مكان، وهو يسمع قرداحي يتغزل بقاتل الأطفال ومشرد الملايين.
وكيف يتغاضى السعودي البسيط، وهو يرى أن كل ما فعلته المملكة للبنان من دفع أموال طائلة لإعمار بنيتها طول السنوات الماضية وتحملته من عداء واضح مجاهر به من حكومة لبنان على لسان أكثر من مسؤول لبناني.
لبنان لم يعد لها كلمة تستحق الاحترام لا على مستوى السياسة ولا على مستوى الإنسانية ولا على مستوى اللباقة والأدب.. هذا ولسان حال الجميع من دون أسف لبنان «شاهت الوجوه».