إن الإسلام لا علاقة له بالإرهاب، وهذا هو إيماننا جميعا؛ لأن الإسلام جاء رحمة للعالمين، وقديما وقعت الحروب الإرهابية المدمرة في عهد الاستعمار، والتي قتلت الكثير بدون سبب ومعظمهم من المسلمين، وعندما ننظر إلى هذه الحروب نجد أنه كانت وراءها مصالح أرادت الدول المستعمرة تحقيقها، فلجأت إليها دون رحمة ولا شفقة.

ولكن الإرهاب الذي نواجهه اليوم أشد من الإرهاب في السابق، وذلك أنه مصنوع ومدبر من بني جلدتنا باسم الدين، سواء أمام الآخر أو فيما بيننا. وهل الفتاوى التحريضية التي خرجت في الأربعين عاما الماضية إلى اليوم بالاستيلاء على أموال الكفار لأنها غنيمة من غنائم المسلمين نتجاهل عنها؟.

وهل الإرهاب الذي وصل إلى مساجدنا واعتلى أصحابه على منابرنا واستولوا على مؤسساتنا الدينية والتعليمية والإعلامية، وأوقعوا الحروب الفكرية والعسكرية فيما بيننا.. من المسؤول عن ذلك؟.


نحن اليوم نقود قافلة الإرهاب أمام الآخرين، والذي يعيش في الغرب اليوم يرى ذلك، هناك دول فتحت المجال للمسلمين بإقامة شعائرهم الدينية؛ فهم يقابلون ذلك بعدم الاعتراف بالديانات المختلفة الموجودة في البلد، إن بعضا من المسلمين يريدون رمي أخطائنا إلى غيرنا بحماسة يحيطها التجاهل عن الحقائق الثابتة.

المراكز الثقافية الإسلامية في الغرب كثيرة بفضل الله ثم بجهود أبناء الجالية الإسلامية من خلال الاندماج مع المجتمع.. ومع الأسف الشديد يأتي إرهابي متطرف بفتوى عدم المشاركة في انتخابات رؤساء البلديات لأن ذلك مساندة للكفار!.

وعندما يحصل المشاركون في الانتخابات على قاعات للصلاة فإذا بأصحاب الفتاوى يأتون للصلاة فيها بعد تحريمهم سبب الحصول عليها وهي الانتخابات.

الثورة المجوسية الإيرانية التي جعلت مهمتها إعادة الناس إلى المجوسية الفارسية، فاتخذت الإسلام لباسا، فدمرت العراق ولبنان وسوريا واليمن، هم مسلمون يتحاربون فيما بينهم..

استهداف المملكة العربية السعودية اليوم من كل الفئات الإرهابية القاعدة، داعش، الحوثيين، هو إرهاب في داخلنا لا من الخارج. فالدول الغربية نعلم أن لها مصالح فلابد من تحقيقها، فما مصالحنا اليوم نتقاتل أكثر مما قتلنا الآخر سابقا، يجب علينا أن نعلم أن الإرهاب اليوم يجمع بين الإرهاب الفكري، وهو أشد ثم الإرهاب العسكري، وكلاهما يهددان الأمن والاستقرار في العالم.

لقد استطاع الإرهاب أن يصنع الكراهية بين المسلمين وغيرهم، وهذا أمر لم يحدث في تاريخ المسلمين، وذلك أن المسلمين عاشوا مع غيرهم تحت راية السلام.