لكن في وطننا العربي هناك من استغل مهنة الإعلام لغاياته ورغباته الشخصية، حتى أصبح الإعلام جسرا للوصوليين والانتهازيين، فنرى بعض الإعلاميين من يبدل توجهه ويغير مبادئه، ويبدلها بأخرى حسب ما تقتضيه المصالح ومع من تكون مصلحته!.
رأينا إعلاميين كثر يتقلبون ويتلونون كالحرباء، كل وقت بلون وتوجه، وعلى سبيل المثال رأينا وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، كيف يصرح ويتكلم بتصاريح ضد التحالف العربي، وضد الدول التي جعلت منه إعلاميا ناجحا في وقت من الأوقات، وكانت صاحبة الفضل في وصوله إلى وزارة الإعلام في بلده.
فعندما رأى أن مصلحته في بلاده تقتضي المحاباة للحزب المسيطر هناك، أنكر وانقلب على من صنعوه، وانحاز للباطل وأهل الباطل العابثين بالأمن العربي والشعوب العربية.
وقبل هذا رأينا عددا من الإعلاميين الذي على هم على شاكلة «قرداحي»، بل وأسوأ!، وما زال العدد يتزايد، فمن المفترض أن نتساءل، لا أن نعدد الفضل، ونقول: نحن من فعلنا بكم، ونحن من عمل كذا وكذا. السؤال المفترض: هل عندما نقول نحن أصحاب فضل عليكم، فهل نحن بذلك نمتدح أنفسنا! أم نجعل من مؤسساتنا وعقلياتنا أضحوكة!؟.
نعم أضحوكة لكل انتهازي ووصولي، فعندما نلدغ كل عام من الجحر نفسه، وعندما نقع كل عام في الفخ نفسه، فالمسئولية هنا تقع علينا، وعلى عقليتنا وإداراتنا في مؤسساتنا الإعلامية المحسوبة علينا أو التي يمتلكها سعوديون.
أشعر بالحرج والخجل عندما يقال «أنتم من صنعتوهم»، وكأننا المغفلون الذين يتم اللعب عليهم بكل سهولة بالكلام المنمق والأسلوب المنعم، فهم متغلغلون في مؤسساتنا التجارية والإعلامية وغيرها، وأبناؤهم وأقاربهم، ونعلم أن «ابن الوز عوام»، بينما أبناؤنا يحملون ملفاتهم، يتسولون بها أصغر وظيفة في تلك المؤسسات الإعلامية الكبرى، وكأنهم هم أصحاب العقول النيرة، ونحن العقلية الأقل.
متى سنرى انتفاضة حقيقية، لتصفية هؤلاء الانتهازيين ومرتزقة الإعلام الذين يرتزقون بكبرياء وتعالٍ على من يحسن إليهم؟!، إلى متى ونحن أداة وجسر وصول لهؤلاء؟، إلى متى ونحن نغدق عليهم الأموال والفرص التي حرم منها شبابنا؟.
إلى متى ونحن نُضّرب ونُهاجم بأموالنا؟ّ، إلى متى نحن نُهاجم أمام العالم بمؤسساتنا الإعلامية وإعلاميين من صنعنا!؟.
قبل أن نتفاخر ونتبجح بكلمات «نحن من صنعناكم» و«نحن من تفضلنا عليكم»، علينا أن نخجل من هذه الكلمات التي تجعل منا مغفلين في أنظار البعض!، علينا بدلا من الكلمات التي لا جدوى منها تصفية هذه النوعيات الانتهازية من مؤسساتنا المحسوبة علينا، فإعلامنا ما زال فيه بقية قرادحة يمارسون «التقيّة».