بتاريخ 19 من ربيع الأول 1443هـ، بدأ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، زيارة رسمية لجمهورية ألبانيا، لمدة ثلاثة أيام، ليلتقي خلالها فخامة رئيس الجمهورية، السيد إيلير ميتا، وسماحة رئيس المشيخة الإسلامية، الشيخ بويار سباهيو. تأتي هذه الزيارة تنفيذا للتوجيهات الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظهما الله، بهدف تعزيز التواصل مع العلماء والعاملين في مجالات العمل الإسلامي، ونشر الإسلام الوسطي المعتدل، وتعزيز شراكة المملكة مع نظيراتها من الدول الإسلامية بدول العالم، وتأكيد رسالتها في خدمة الإسلام والمسلمين، وفق منهج الوسطية والاعتدال.

وقد شهدت الزيارة توقيع البرنامج التنفيذي لمذكرة التفاهم للتعاون المشترك في مجالات العمل الإسلامي بين الوزارة والمشيخة الإسلامية في ألبانيا.

كما تضمن برنامج الزيارة عددا من اللقاءات رفيعة المستوى مع قيادات سياسية وإسلامية، إلى جانب زيارة عدد من المساجد والمدارس الإسلامية، للاطلاع على أنشطتها وبرامجها.


وخلال الزيارة، وقع وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، في مقر المشيخة الإسلامية بالعاصمة الألبانية (تيرانا)، برنامجا تنفيذيا للتعاون في مجال الشؤون الإسلامية مع المشيخة الإسلامية في جمهورية ألبانيا، ووقعها من الجانب الألباني رئيس المشيخة، الشيخ بويار سباهيو.

وقد نص البرنامج على إقامة دورات علمية، لتأهيل الدعاة والأئمة والخطباء والمؤذنين في ألبانيا من أجل التعريف بالإسلام، وبيان محاسنه وسماحته، ومحاربته الغلو والتطرف، وبيان مواقفه من القضايا المعاصرة، وتزويد المشيخة الإسلامية بنسخ من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه، وإصدارات الوزارة من المطبوعات والكتب، خاصة ما يتعلق بالعقيدة الإسلامية، إلى جانب عقد لقاء علمي في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، لنقل خبرة المملكة في خدمة القرآن الكريم وترجمة معانيه لألبانيا، بالإضافة إلى تبادل الدعوات لحضور الندوات والمؤتمرات الإسلامية، ومسابقات حفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، علاوة على ترتيب زيارة أحد أئمة الحرمين الشريفين جمهورية ألبانيا خلال 1443هـ. كما تم الاتفاق على أن يكون الاجتماع القادم بين الجانبين في مدينة الرياض من أجل متابعة تنفيذ ما تضمنه البرنامج.

يأتي توقيع البرنامج اتساقا مع العلاقات السعودية - الألبانية المتينة والمتميزة، وحرصا من المملكة وقيادتها الرشيدة على كل ما فيه خير ومصلحة خدمة الإسلام والمسلمين، ونشر مبادئ الوسطية والاعتدال، ونبذ الغلو والتطرف، والتصدي للجماعات المتطرفة.

وخلال الزيارة، منح رئيس المشيخة الإسلامية الألبانية درع المشيخة للشيخ عبداللطيف، وزير الشؤون الإسلامية، نظرا لجهوده في تعزيز نشر الوسطية والاعتدال، وتعزيز التعايش مع الثقافات المختلفة. وفي مقابل ذلك، عبّر فضيلته عن سعادته وفخره بهذا التكريم، مثمنا الدور الذي تقوم به المشيخة، لخدمة الإسلام والمسلمين، ونشر قيم التسامح والسلام، خاصة في ألبانيا. وكان لوسائل الإعلامية الألبانية حضور جيد في أثناء استقبال فضيلته في المطار، وفي أثناء اللقاءات الرسمية مع كبار مسئولي الدولة والمشيخة الإسلامية في «تيرانا».

زيارة الشيخ عبداللطيف هذا البلد تذكرنا بزيارته السابقة لجمهورية البوسنة والهرسك، التي لا تقل أهمية عن زيارته ألبانيا، وما تم خلال تلك الزيارة من لقاءات رسمية مع كبار مسئولي دولة البوسنة والهرسك، ومشيختها الإسلامية التي نوهت بتوقيع برنامج تنفيذي في مجالات العمل الإسلامي، مما سيسهم في تطوير علاقات التعاون التاريخي بين البلدين.

ومن هنا نقول: هنيئا للشيخ عبداللطيف على تلك الزيارات الناجحة بكل المقاييس، ولا شك أن فضيلته ترك بهذين البلدين أثرا حسنا، وكسب وأكسب مسلمي تلك البلدين الشىء الكثير من خلال لقاءاته كبار مسئوليهما، ومناقشات فضيلته، خاصة مع مسئولي المشيختين الإسلاميتين، متمنيا للشيخ عبداللطيف القيام بزيارات مماثلة لدول مماثلة لتلك البلدين، فما هو إلا رسول خير، أدام الله عليه الصحة والعافية.