أصيب نحو 20 شخصاً على الأقل برصاص الجيش السوري الذي يقصف منذ فجر أمس بالرشاشات الثقيلة مدينة الرستن في محافظة حمص. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الرستن "تتعرض لقصف من رشاشات ثقيلة مثبتة على الدبابات، وسمعت أصوات انفجارات قوية هزت المدينة، ووردت أنباء مؤكدة عن إصابة 20 شخصاً بجروح، سبعة منهم في حالة حرجة". كما أشار إلى "إطلاق رصاص كثيف الآن في قرية تير معلة التي تنتشر فيها مراكز عسكرية. وأوضح المرصد من جهة أخرى، أنه سمع "إطلاق رصاص كثيف في بلدة تلبيسة. وأكد أن قوى الأمن نفذت "ليل أول من أمس حملة مداهمات واعتقالات في بلدة طفس بمحافظة درعا وأسفرت الحملة عن استشهاد مواطن وإصابة خمسة" إضافة إلى اعتقال 17 شخصاً.

ومن جانبها قالت لجان التنسيق المحلية إن "سيارات من الأمن والشبيحة" اقتحمت منطقة تل رفعت قرب حلب ثاني المدن السورية. وأفاد شهود وسكان أن عشرات التلاميذ تظاهروا أمس في مدينتي اللاذقية وجبلة الساحليتين وكذلك في دير الزور داعين إلى سقوط النظام. وأصدر تحالف "غد" لناشطين ميدانيين المؤلف في 18 سبتمبر بياناً يتهم السلطات بـ"عمليات قتل لخبرات وكفاءات علمية في حمص؛ تعيد إلى الأذهان عمليات الاغتيال التي طالت شخصيات مماثلة في فترة الثمانينات". وأكد أن "النظام الذي فشل مراراً في إشعال نار الفتنة الطائفية في حمص يعيد التجربة الآن بأسلوب أكثر همجية واستخفافاً عبر استهداف الخبرات والكفاءات العلمية".

إلى ذلك دانت سورية أول من أمس التدخل الغربي في شؤونها واتهمت الغرب بالسعي إلى "تفتيتها" عبر خلق "فوضى عارمة" على أراضيها. ورأى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الغرب يريد الفوضى من أجل تفتيت البلاد. وقال إن "أحد أهداف هذه الحملة الظالمة التي تشن ضد سورية هو ضرب هذا النموذج الذي يفتخر به شعبنا". وتساءل "وإلا لماذا هذا التحريض الإعلامي والتمويل والتسليح للتطرف الديني من أجل الوصول إلى فوضى تقود إلى تفتيت سورية مع ما يلحقه ذلك من آثار سلبية للغاية على جوارها".

وفي سياق متصل حذر خبراء من أن "عسكرة الانتفاضة" التي تدعو إليها أصوات من هنا وهناك تعني حتماً انزلاق البلاد إلى حرب أهلية مدمرة. وقالت الباحثة أنياس لوفالوا المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط "بعد كل هذه الأشهر من القمع، هناك خطر بأن يلجأ المتظاهرون إلى استخدام السلاح، رغم أنهم في غالبيتهم العظمى حتى الآن لا يزالون يتمسكون بالطابع السلمي لتحركهم".

وقال ممثل لجان التنسيق المحلية في سورية عمر ادلبي "إن الانحراف بالثورة عن مسارها السلمي إلى نمط العسكرة أو الدعوات إلى تدخل عسكري أجنبي سيفرغان الثورة من مضمونها التحرري، وستكون مكلفة ومضرة وطنياً وبشرياً". ويشير رياض قهوجي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري "اينجما"، إلى تقارير عن شراء السلاح من جانب المعارضين وعن "عمليات عسكرية محدودة على شكل حرب عصابات ونصب كمائن وعمليات قنص لشبيحة وعناصر جيش، بالإضافة إلى اشتباكات مسلحة في أحراج ووديان في مناطق حدودية"، لكن "النزاع لم يتحول عسكرياً بعد".