يتابع المسؤولون الأميريكون باهتمام، الانشقاقات المتوالية في القوات المسلحة السورية، وسط تساؤلات عما إذا كانت ستؤدي إلى إحداث تبدل حقيقي في ميزان المواجهة على الأرض بين نظام بشار الأسد ومعارضيه.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر "ليس مثيرا للاستغراب بالنظر إلى درجة العنف الشديد التي استخدمتها قوات الأمن أن نرى أفرادا من القوات المسلحة أو أعضاء في المعارضة يلجؤون إلى استخدام القوة ضد القوات المسلحة كوسيلة لحماية النفس".

وأضاف "مع مواصلة عنف النظام فإن احتمالات تحول المواجهة إلى مسلحة تتزايد".

وعما إذا كان ذلك يعد حثا للمعارضة على استخدام السلاح، قال تونر "الأمر بوضوح هو أمر دفاع عن النفس.




 


تحتل قضية الانشقاقات المتوالية في القوات المسلحة السورية حيزا متزايدا من اهتمام المسؤولين الأميركيين وسط تساؤلات عما إذا كان يمكن لتراكم تلك الظاهرة مع مواصلة العنف الشديد الذي تتعامل به القوات المسلحة السورية مع المحتجين، أن يؤدي إلى إحداث تبدل حقيقي في ميزان المواجهة على الأرض بين النظام ومعارضيه. وخلال ذلك تبدل موقف معارضي السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد من رفض الموافقة على تعيينه إلى الثناء على دوره في دمشق في هذه المرحلة الحساسة، وذلك بعد أن قام بلعب دور بارز في الاتصال المباشر بقادة المعارضة السورية بالداخل، وفي التجول بالمدن السورية التي تشهد صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن.

وقال من أوقفوا عملية الموافقة على اعتماد قرار الرئيس باراك أوباما بتعيين فورد سفيرا من أعضاء المجلس التشريعي الأميركي: إنهم أسقطوا أي "فيتو" على موافقتهم على قرار تعيين فورد فيما أثنى العضو الجمهوري البارز جون ماكين على ما أسماه "شجاعة فورد في الاتصال بالمعارضين السوريين في خطوط إطلاق النار".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس: إن المعلومات الآتية من دمشق تشير إلى أن قوات الأمن تعتقل عائلات النشطاء وتعذبهم. وذكر المتحدث باسم الوزارة مارك تونر "ما وصلنا من تقارير موثوق بها هو أن قوات الأمن تعتقل وتعذب وتقتل أقرباء المطلوبين لإرغامهم على تسليم أنفسهم، وقد شهدنا عنفا متزايدا من قبل قوات الأمن السورية في الأيام الأخيرة، ونحن نكرر طلبنا للسلطات هناك أن توقف العنف فورا". وسئل تونر عن موسيقار سوري يحمل الجنسية الأميركية تعرض للملاحقة من قبل السلطات السورية وأن السفارة الأميركية ساعدته ووالديه على الهرب فقال: إنه يتابع القضية ويعرف ما قيل بشأنها إلا أنه رفض التعليق على ما نشر من تقارير.

وحول انشقاق المجندين والضباط من الجيش السوري قال تونر "أعتقد أنه ليس مثيرا للاستغراب بالنظر إلى درجة العنف الشديد الذي استخدمته قوات الأمن مؤخرا أن نرى أفرادا من القوات المسلحة أو أعضاء في المعارضة يلجؤون بدورهم إلى العنف أو يستخدمون القوة ضد القوات المسلحة كوسيلة لحماية النفس. وعلى الرغم من ذلك فإننا نرى أن المعارضة تظهر قدرا كبيرا من ضبط النفس في مواجهة وحشية النظام وللمطالبة بالوسائل السلمية بتحقيق مطالبهم". وقال تونر: إنه مع مواصلة استخدام العنف الشديد من قبل النظام فإن احتمالات تحول المواجهة إلى مواجهة مسلحة وعنيفة تتزايد. وسئل تونر عما إذا كان ذلك يعد حثا للمعارضة على استخدام السلاح، فقال: إنه ليس دور الولايات المتحدة أن تحث على ذلك أو أن تثني عليه إذ أنها لا تملك أن تؤثر في ذلك على أي نحو. وأضاف "ولكن الأمر بوضوح هو أمر دفاع عن النفس. إن ما هو واضح الآن أن بشار الأسد لم يعد رئيسا شرعيا لذلك البلد فهو باستخدامه هذا العنف ضد شعبه قد أوصل سورية إلى هذا الوضع".