تجاهلت الرئاسة اللبنانية الأزمة الدبلوماسية الكبيرة، التي أحدثتها جملة من التراكمات، وكانت تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، حول حرب التحالف في اليمن بقيادة السعودية، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وجد اللبنانيون أنفسهم وسط وسط رئاسة تتجاهل هذه الأزمة، حيث لم تقدم على أي إجراءات تصحيحية ضد التجاوزات، وكذلك وجدوا أنفسهم وسط حكومة سقطت في أول اختبار سياسي، أمام الطرف الذي يحكم لبنان في الحقيقة ويتمثل في ميليشيا حزب الله الإرهابية التابعة لإيران. وفي وقت تشهد فيه العلاقات اللبنانية مع دول الخليج، توترا كبيرا خلال الأيام الماضية، على خلفية تصريحات قرداحي، وردود الفعل الكبيرة حيال هذه الأزمة خصوصا من الطرف اللبناني، والتي طالبت باستقالة وزير الإعلام، خرج الرئيس اللبناني ميشال عون ببيان إنشائي، متجاهلا فيه الأزمة وتصريحات قرداحي دون أي إدانة، كما ظهر البيان بصورة متناقضة تماما عندما ذكر «إنه يسعى لإقامة أفضل وأطيب العلاقات مع السعودية، ومأسّسة هذه العلاقات وترسيخها من خلال توقيع الاتفاقات الثنائية بين البلدين». وتابع: «من الضروري أن يكون التواصل بين البلدين في المستوى، الذي يطمح إليه لبنان في علاقاته مع المملكة ومع سائر دول الخليج».

وفي وقت سابق السبت، دعا رؤساء وزراء لبنان السابقون، قرداحي للاستقالة على خلفية الأزمة مع دول الخليج العربي، كما نصحه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بتقديم استقالته وفقا لما نقله مصادر إعلامية لبنانية أمس.

تضامن خليجي


قامت 3 دول خليجية - البحرين والكويت والإمارات - بطلب مغادرة الممثل الدبلوماسي للبنان لدي كل منها، البلاد خلال 48 ساعة، وذلك تضامنا مع السعودية بعد التصريحات المسيئة ضد المملكة.

وأعلنت الإمارات العربية المتحدة أمس سحب دبلوماسييها من لبنان، تضامنا مع السعودية، في ظل النهج غير المقبول من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه المملكة، كما تقرر منع مواطنيها من السفر إلى جمهورية لبنان.

وكانت الرياض قد استدعت سفيرها في لبنان للتشاور، وكذلك طلبت من سفير لبنان لدى المملكة المغادرة خلال الـ48 ساعة القادمة.

وقررت السعودية أيضا «وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة، كما سيتم اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف، وحرصاً على سلامة المواطنين في ظل ازدياد حالة عدم استقرار الأوضاع الأمنية في لبنان، فإن حكومة المملكة تؤكد على ما سبق أن صدر، بخصوص منع سفر المواطنين إلى لبنان».

انتكاسة كبيرة

يأتي ذلك في وقت أعرب فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، السبت، عن بالغ قلقه وأسفه للتدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية.

وناشد أبو الغيط المسؤولين في دول الخليج «بتدبر الإجراءات المطروح اتخاذها، في خضم ذلك الموقف، بما يتفادى المزيد من التأثيرات السلبية على الاقتصاد اللبناني المنهار، والمواطن الذي يعيش أوضاعا غاية في الصعوبة». وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة، بأن الأزمة التي تسببت فيها تصريحات سابقة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، وما تلاها من أحداث ومواقف، كان يتعين أن تعالج لبنانيا بشكل ينزع فتيلها، ولا يذكي نارها على نحو ما حدث، وأوصل الأمور إلى انتكاسة كبيرة في علاقات لبنان بمحيطه العربي عموما والخليجي خصوصا.

كيف يحكم لبنان اليوم

رغم تشكل الحكومة لكن قرارها من طهران

تمكن ميليشيا حزب الله من الهيمنة على القرار السياسي

إطباق إيراني على لبنان وغياب الترحيب العربي بحكومة ميقاتي

شلل الحكومة أمام العديد من الملفات الداخلية