لم ينتعش برنامج "الفتان" فيصل القاسم، المسمى اعتباطا بالاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة، كما هو حاله مع الربيع العربي وزمن المواجهة بين الفل والمفلول، الغل والمغلول!

يعتمد البرنامج "الشجاري" على أسس ثابتة منذ بداياته، يمكن اختصارها في وجود الفاتن أو الفتان فيصل القاسم أولا، بين معارض للنظام أو الأنظمة العربية، وموال لها.

ومن خلال هذه البروبجندا الأسبوعية المزعجة، تقدم الجزيرة وجبة شجارية دسمة لمتابعيها، في محاولة نبيلة منها لتعويضهم عن المصارعة الحرة التي لم تعد توائم معايير محطات التلفزة حتى الرسمي منها.

فرقعة بلا نهاية. صراخ ونحيب ولطم وشق جيوب بلا أي جدوى فكرية. عمل لا يصل إلى الحد الأدنى من شروط البرنامج التلفزيوني المفيد، أو الممتع في أقل تقدير!

لا شيء سوى وجه القاسم وملامحه الدقيقة المثيرة للتوتر والقلق، أمام وجهين، أحدهما تنتفخ أوداجه ويحمرّ، والآخر مسلوخ أو مأكول!

رجل يحمل هم الأمة على كتفيه، أو يبدو كذلك، يواجه رجلا يحمل هم السلطة ورموزها على كتفيه، أو يبدو كذلك، وبينهما رجل لا يحمل على كتفيه سوى الصراخ، وكلمات مثل "يا عزيزي .. يا عزيزي، لو سمحت لو سمحت، دقيقة.. دقيقة".

في الواقع، ليس من السهل أن تكون إعلاميا ومقدما تلفزيونيا بهذه المواصفات الخاصة.. أن تكون مثيرا، فقط أن تكون مثيرا ومفرقعا، عبر رجلين مختلفين في الرأي بحدة، لكنهما غير نزيهين في كل الأحوال، على أن تكون النتيجة في نهاية الحلقة، هي النتيجة ذاتها التي يستخلصها الإنسان من مشاهدة المصارعة الحرة.