قبل شهرين تقريباً تم الإعلان عن تخريج قرابة 4100 مبتعث ومبتعثة في المملكة المتحدة وأيرلندا، وبعد عشرة أيام ستكون العاصمة الأميركية واشنطن شاهدة على تخريج عدد مقارب حين تحتفي بتخريج 4000 مبتعث ومبتعثة في الولايات المتحدة.
4000 هنا و4000 هناك.. ستكون هذه الأرقام بعناصرها البشرية صانعة للتغيير الإيجابي، والإسهام في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلد.
الدولة لا تتحمل مسؤولية أن يعود المبتعث إلى الوطن وهو غير مؤهل التأهيل الكامل. هي تحملت نفقات الابتعاث وتوفير فرصة التعليم المناسب، لكن في نفس الوقت، فإن وزارتي العمل والخدمة المدنية مسؤولتان بالكامل عن محاولة إحلال السعودي بديلاً للأجنبي في بعض الشركات والقطاعات المهمة، وتوفير وظائف في الشركات الكبرى، وخصوصاً شركات المقاولات الكبرى التي تنشر بين الفينة والأخرى نسب السعودة فيها، لكن الوظائف الكبرى والقيادية فيها للأشقاء العرب.
الوظيفة هي الهاجس الأكبر لآلاف المبتعثين، لكن هناك هاجسا آخر لدى بعض صناع الكوابيس، وهو أن قوافل المبتعثين ستكون هي الصانعة للتغيير، وشموعا تنير الدروب المظلمة.. كل له هاجسه، لكن التحدي الحقيقي هو أن يكون المبتعث صانعاً للتغيير وجزءا منه، ناقلاً التجارب الإنسانية والمشاهدات اليومية، ومطبقاً للنظام ومحفزاً للآخرين، حتى وإن واجه بعض الإحباط فيما يتعلق بالوظيفة، إلا أن التغيير يتطلب التضحيات، وأن يكون المبتعث مثبتاً أن هناك فرقا ما بين التعليم في الداخل والخارج.. ليس فقط في كيفية وتفوق علوم الخارج، بل في قدرته على الاستفادة من تجارب وحضارات وثقافات الشعوب الأخرى، ناقلاً لما لا يتعارض مع الثوابت الأساسية للمجتمع، وليست تلك الثوابت التي تختلف من فرد لآخر.
4000 مبتعثة ومبتعث في أميركا يتخرجون هذا العام، ومثلهم في المملكة المتحدة، وقوافل التغيير تعود واحدة تلو الأخرى.. فألف مبروك للخريجين.