وقد حثت الديانات السماوية على تعزيز قيم الانتماء بما يشمله ذلك من اكتساب السلوكيات الإيجابية التي تزيد من حالة التعاون بين البشر وتنبذ الصراعات والنزاعات والسلوكيات السلبية. وباعتبار أن الأفراد يعيشون في جماعات متقاربة مثلت بعد ذلك في تطورها الدول والكيانات السياسية، فإن الانتماء الوطني أضحي ركيزة هامة من أركان الدولة ينتج عنه وجود علاقة حسية إيجابية بين المواطن ووطنه، تتمثل مخرجاتها في علاقة الفرد بأسرته ومجتمعه المحيط به والمبادئ والمعايير التي يتبناها الفرد تجاههم.
وهذا الانتماء الوطني أصبح مؤشراً على تماسك المجتمع وقدرته على مواجهة التحديات المختلفة التي تواجهه.
وفي إطار الرؤية التنموية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة نفذت البحرين الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني، وهي قائمة على الشراكة المجتمعية مع الدولة لصناعة مستقبل أفضل ينطلق من احترام حقوق الإنسان وترسيخ روح الوحدة الوطنية، وتدعيم أسس العدالة والمساواة وسيادة القانون بما يقوي الهوية البحرينية الجامعة.
وهناك ثلاثة محاور أساسية تعزز الانتماء وحب الوطن، يتمثل أولها في إشاعة روح الفخر بالمنجزات الوطنية والتضحيات التي قدمتها وتقدمها قواته الأمنية والعسكرية للدفاع عن الوطن وسيادته ووحدة ترابه وصون مكتسباته وترسيخ الأمن داخل المجتمع.
والمحور الثاني اجتماعي يعتمد على ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي بين أفراد وطوائف المجتمع المختلفة بما يعزز التعددية وقبول الآخر والتضامن والتكافل في إطار المسؤولية الاجتماعية المشتركة.
والمحور الثالث سياسي يعتمد على توطيد أواصر الديموقراطية والحكم الرشيد والمشاركة العامة في صنع القرار والتوافق الوطني حول الثوابت والأسس الوطنية التي لا يمكن الاختلاف عليها، ودعم القيم الإنسانية القائمة على الحرية السياسية والمدنية والثقافية على أسس من المساواة وبالتوافق مع الدستور والقانون والمواثيق الدولية ذات الصلة.