قطع صلة الأرحام هاجس أليم يؤرق الأذهان ويعكر صفو الأفئدة، ويلغي دور أهمية التفاهم ما بين أفراد الأسرة الواحدة، ويجعل كذلك انعدام لغة التواصل حتى بين من يرتبطون فيما بينهم بالدم والنسب، وقد يكون لأسباب عديدة، يأتي من ضمنها عدم الوعي أو بعض التصورات الخاطئة التي يزرعها ويذكيها بعض الوشاة أو مثلما يقال «ناقلين الهرج»، وللأسف، كل هذا يأتي على عكس ما أمر به الدين الحنيف الذي أوصى بتوطيد الروابط الأخوية، وحذر من الوقوع في مغبة قطيعة الأرحام التي يعتبر تعلق الروح الإنسانية بها والاهتمام والحرص على صلتها أحد الجوانب المهمة لمن يرجو الخير في الدنيا والنعيم في الآخرة.

ولو بحث كل منا فيما يدور في محيطه لوجد أن هناك من جعلوا منه شياطين الجن والإنس بلا إنسانية في هذا الجانب، وأن انتشار مثل هذه الظاهرة في مجتمعاتنا أصبح واقعا ملموسا، وفي تزايد مستمر لا سيما في حياة الذين لا يدركون المخاطر النفسية والاجتماعية والروحية المترتبة على لذلك.

وحقيقةً مثل هذه الحالات بحاجة إلى دراسة وإيجاد الحلول من قبل المعنيين بإصلاح ذات البين في حينه وعدم ترك الخلافات تخضع إلى تفسيرات وتأويلات تكون فيها التباينات، وما يأتي من بعدها من تقاربات مستعصية جدا.


فاصلة: يصبح الإنسان أسيرا عندما يرهن حياته لدى الآخرين.