بصراحة فُطرت النفوس على حب الجمال..لذلك أي إنسان يعشق ويتأمّل الجمال.. سواء في طلة حسناء.. أو في جمال واحة غنّاء.. أو أي شيء ذي رونق وبهاء.
ونحن هنا في هذه المنطقة عندما نعتلي جبل «أدقس» نجد المواقع التراثية وجمال الطبيعة والتضاريس المختلفة الرائعة، فموقع جبل «أدقس» بهذا الارتفاع الشاهق أكسبه جمالاً بديعاً وجواً لطيفاً بالغ الحسن، مع إطلالة ساحرة على قمم تلك الجبال والمطلات الممتعة والأشجار الخضراء والمياة العذبة التي تدعونا للتأمل.
بدعوة من أخي حمّيد الرويتعي زرت أنا وعدد من الأخوة المثقفين والإعلاميين وبعض الأعيان، متنزه جبل أدقس وللشيخ حميّد الشكر والتقدير على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، رجل خلوق غمرنا بتواضعه وكرمه هو وأخوته وأبناء عمه، ولا يستغرب الكرم عليهم فهم أهل له، و شاهدنا هذا المتنزه الجميل على الطبيعة وعن قرب «وليس من رأى كمن سمع»، وكما توقعناه، جو معتدل وجميل جداً مع أننا ما زلنا في أجواء صيفية حارة، ومناظر جميلة وخلابة.
ما يحز في النفس وبصراحة صعوبة الطريق المؤدية إلى هذا المتنزه الجميل، طريق صحراوية متعرجة، الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، يعبره أهالي هذه القرية الرائعة وزائروها كل يوم معرضين أنفسهم للمخاطر، وقد كتبت عن هذه الطريق الوعرة وكتب عنها الكثير سابقاً، وللأهالي مطالبات متكررة لدى الجهات المختصة، وقد حظي بزيارة سابقة من أمير المدينة السابق عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز للجبل، واجتمع بالأهالي ووعدهم بتحويل الجبل إلى منتجع سياحي مع إيصال الخدمات المهمة.
هذا ما أفاد به الأهالي، وقد وصلت الكهرباء وهي عصب الحياة، وتم إيصال أبراج الاتصال، وبقي دور البلدية والنقل في سفلتة الطريق وإنارتها، وقد ذكر الأهالي أنه كان لهم عدة مطالبات منذ سنين ماضية لدى أمانة المدينة المنورة، والتي سبق وأن أجرت دراسة لتطوير الجبل واكتشاف مقوماته السياحية، إلا أنه لم يتحقق من ذلك شيء.
ومن هذا المنبر فإنني أدعو المسئولين لزيارته والعمل على إيصال الطريق المسفلتة، وجميع الخدمات، لأنه سوف يصبح منتجعا سياحياً لمحافظة وادي الفرع خاصة، والمدينة المنورة بصفة عامة.