وصف رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى عضوا ابتداء من الدورة المقبلة وفق الضوابط الشرعية بـ"القرار التاريخي"، مؤكدا أنه يعد حكيما ويأتي تقديرا لما وصلت إليه المرأة السعودية من درجة عالية في التعليم والكفاءة والخبرة في مختلف التخصصات وتبوؤها العديد من المراكز القيادية في المجالات التعليمية والصحية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية، ولإعطائها حق المشاركة بالرأي في مختلف قضايا الوطن.
وأشار إلى أن المرأة أثبتت جدارتها في الدراسة والبحث والمناقشة في كل ما يندرج ضمن اختصاصات المجلس من خلال عملها مستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى في السنوات الماضية، وفي تمثيلها للمجلس في المحافل البرلمانية النسائية الدولية، مبينا أن مجلس الشورى سيعمل على تفعيل المضامين الضافية التي تضمنها الخطاب الملكي، وسيجعل منها منهاج عمل وخارطة طريق، في دراساته ومناقشاته لمختلف الموضوعات المطروحة على جدول أعمال المجلس، أو لجانه المتخصصة.
وأكد آل الشيخ في مستهل جلسة أمس أن المجلس يقدر عاليا ما جاء في الخطاب الملكي من مضامين أكدت على الوحدة الوطنية وتعزيزها، وسيعمل على أن تكون ضمن محور اهتمامات المجلس وطروحاته خلال الفترة المقبلة، موضحا أن المجلس يقدر حرص خادم الحرمين الشريفين واهتمامه بتنمية الإنسان في هذه البلاد والعمل على تحقيق مزيد من الرفاهية للمواطن وتحسين ظروفه المعيشية والعمل على تذليل جميع الصعاب وتسخير الجهود والأخذ بأسباب الرقي لتحقيق التطور في جميع أرجاء الوطن وفي شتى المجالات.
وأشاد المجلس في بيان وزعه عقب جلسة أمس ما تضمنه الخطاب الكريم من التأكيد على السياسة الخارجية للمملكة علاقاتها المبنية على الاحترام والتعاون والحوار والسلام بين الأمم والشعوب وخدمة القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إلى جانب ترسيخ العلاقات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واعتبار أمنها جزءا لا يتجزأ من أمن المملكة وهي سياسة رسم ملامحها الملك عبدالعزيز وسار عليها أبناؤه من بعده وتلك السياستين في الداخل والخارج أثمرت وطنا متلاحما ومقدرا من دول العالم.
وأشار إلى أن اختيار خادم الحرمين منبر مجلس الشورى لمخاطبة المواطن وتناول القضايا المهمة ذات الصلة بالشأن الوطني الشامل يؤكد أهمية دور المجلس وحضوره بوصفه واحدا من المؤسسات المهمة في الدولة التي وجدت الدعم والرعاية.
ورفع آل الشيخ باسم المجلس أبلغ عبارات الشكر والعرفان لخادم الحرمين على تفضله بتشريف مجلس الشورى وإلقاء الخطاب الملكي السنوي لأعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة للمجلس.
على صعيد متصل، استكمل مجلس الشورى الاستماع إلى وجهة نظر لجنة الإدارة والموارد البشرية، بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم تجاه التقرير السنوي لصندوق تنمية الموارد البشرية للسنة المالية 1429/1430، ووافق بالأغلبية على عدد من التوصيات التي شملت ضرورة العمل على استثمار الإيرادات المالية للصندوق في التوسع في برامج دعم التدريب والتوظيف كما ونوعا بما يسهم في تنفيذ السياسات المحددة لتحقيق أهداف استراتيجية التوظيف السعودية. وتفعيل برامج وآليات المتابعة لدى الصندوق بما يمكنه من تحقيق معرفة ما انتهى إليه خريجو البرامج التدريبية التي يدعمها الصندوق ومدى نجاح هذه البرامج في تأهيل خريجيها وتحقيق التوظيف المنشود في القطاع الخاص، ومتابعة أوضاع من قام الصندوق بدعم توظيفهم بعد انتهاء فترة الدعم.
وأكد المجلس على دعم الصندوق والرفع من أدائه وتطويره في مجال تأهيل القوى العاملة الوطنية بالتدريب، ومن ثم الحصول على الوظيفة المناسبة والحد من البطالة، منوها بما يقوم به من جهود في دعم الشباب السعودي وتدريب وتوظيف طالبي العمل في منشآت القطاع الخاص وإحلالهم بدل العمالة الوافدة من خلال العديد من برامج الدعم التي تبناها الصندوق والتي تلبي احتياجات سوق العمل.
واستمع المجلس إلى وجهة نظر لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم تجاه التقرير السنوي للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية للسنة المالية 1430/ 1431، ووافق المجلس على تفعيل قرار مجلس الوزراء الصادر بتاريخ 12/ 1/ 1429 بأن تمارس المؤسسة مهام هيئة الخطوط الحديدية إلى حين نقل اختصاص المؤسسة التشغيلي إلى المستثمر، والتأكيد على الفقرة الأولى من قرار مجلس الشورى السابق ونصها "رفع مستوى سلامة حركة القطارات والإسراع بتنفيذ المتطلبات اللازمة لذلك".
وأسقط المجلس عددا من التوصيات الإضافية التي تقدم بها عدد من الأعضاء فيما سحب أعضاء آخرون توصيات إضافية أخرى كانوا قد تقدموا بها.