الكاميرا أقوى الأسلحة لكشف "الشخصيات" وإظهار "القدرات"، ومهما تجمل الشخص أمام "الكاميرا" سيسقط إن كان يمثل ويتصنع شيئاً ليس فيه، وكم من شخص صُدم الناسُ به بعدما جاءته "الكاميرا" وهو من ركض إليها حباً في الأضواء..! كل أحد يعرف أنه: بسيط وعفوي وصريح.. ولا يحب المديح ويرفض الألقاب، بعدما كشف الإعلام المرئي ذلك للعالم، فكانت لقاءاته التي تبث على الشاشات بعيدة كل البعد عن "التنميق" وصف الكلام، وأقرب ما تكون إلى رأي مواطن يمتلك السلطة ويحب خدمة الناس.

حضور خادم الحرمين الشريفين الإعلامي جعل حبه "الشخصي" يطغى على البلاد ويتجاوزها إلى خارجها، لأنه يقول ما في قلبه ببساطة "المواطن" وقوة "المسؤول"، فلا يفوت فرصة في استقبال مسؤولي الدولة إلا ويحثهم على فتح الأبواب والسعي لخدمة "المواطن"، ويفوت كل فرصة للثناء على أي مسؤولٍ عامل في الدولة، وكأنه يقول هذا عملكم، والثناء بعدما تتنحى عن منصبك ويكون نتاجك العملي يستحق الشكر والتقدير.

الذاكرة تمتلئ بالكثير من المشاهد التي كان فيها الملك بعفوية وبلا رسمية، فلا تُنسى غضبته الشهيرة التي بثت على الهواء عبر وسائل الإعلام حين رد على معمر القذافي في القمة العربية دفاعاً عن الوطن. ولا يُنسى حديثه الصارم والعفوي إلى السفراء ومطالبته لهم بخدمة "السعودي" أينما حل، حتى أحس "المواطنون" أن "الملك" قال قولتهم وعبر برأيهم وحاجتهم، فأضحى المقطع متكرراً متكاثراً في "اليوتيوب" لكثرة تحميله على الموقع.

ليس هذا اليوم تجديد بيعة فحسب؛ فالبيعة في أعناقنا، وليس فيه حديثٌ عن الانتماء للوطن؛ لأنه أصيلٌ متأصل في الشعب، وليس فيه تأكيد ولاء؛ لأنه ظاهر للعالم أجمع.. في هذا اليوم حديثٌ عن حب وتغنٍّ بإنجازات بعضها قام وبعضها ينتظر... دمت مواطناً أيها الملك.

شاهدوا العفوية والقوة في آن:

http://www.youtube.com/watch?v=BPWSefMOLmw