يعاني بعض الأطفال من عيوب في النطق، والتي قد تؤثر عليهم طوال حياتهم، ولا يعلم الوالدان أن أحد الأسباب الخفية لذلك هو الدلال الزائد، وكذلك ما يسمى اليوم بالعنف الأسري، فقد أكدت أستاذة أمراض التخاطب بكلية الطب بجامعة عين شمس الدكتورة فاطمة القداح أن الدلال الزائد من شأنه بالطبع أيا كان التفسير أن يؤثر في تفاعل الطفل مع أسرته، وبالتالي في المهارات المختلفة للطفل بما فيها مهارات اللغة.
وأضافت أن الدلال الزائد يعني أن نوفر للطفل كل رغباته حتى قبل أن يعبر عنها بشكل واضح، ودون أن يحتاج أن ينطق بها، وهو الدلال الذي يؤدي إلى طفل يفعل فقط ما تمليه عليه رغباته، دون إنصات أو اهتمام بتوجيهات الآخرين، أو جهودهم في تنمية مهاراته سواء كانت إدراكية، أو لغوية أو تعليمية.
وعن تأثير العنف الأسري، وكذلك الدلال الزائد، وعلاقتهما بالنمو اللغوي لدى الأطفال يقول أخصائي التخاطب بمستشفى القوات المسلحة بالشمالية الغربية والحاصل على ماجستير في علم نفس الطفل محمد محمد منير "إن العنف الأسري والدلال الزائد يولدان بعض حالات التلعثم لدى الأطفال، لأن أسلوب التنشئة القسرية يسلب الثقة من الأطفال، بل وكل ما يتعلق بالثقة في النفس، وهي أحد العوامل المهمة في التفاعل مع الآخرين بشكل سوي، فتظهر بعد ذلك مشاكل اللغة، أو عيوب النطق كالتأتأة، أو التعلثم في الكلام، والتي تؤثر بدورها تأثيرا سلبيا على نفسية الطفل. وأشار منير إلى أن هناك دلائل علمية أكيدة على أن الحماية الزائدة والدلال الزائد تؤثران سلبا في سلوكيات الطفل، فينشأ الطفل متمركزا حول ذاته أنانيا لا يعبأ بمشاعر الآخرين وأحيانا يكون عدوانيا.