وعلى الرغم من اختصار هذه المفردة العفوية المحلية لتلك المعاني إلا أنه يقولها من باب السخرية على واقع يشاهده كثيراً ولا يملك حياله إلا الاستشهاد بهذه الجملة للتعبير عما بداخله من استنكار وشجب.
ومع ما نشاهده ونطالعه بين الحين والآخر من أخبار عن قضايا الفساد والعقوبات وملفات كانت ولا زالت محل التحقيق والبحث والتقصي ضد عدد كبير من الفاسدين، وبمتابعة مباشرة من المقام السامي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الطموح الأمير محمد بن سلمان الذي قال (لن ينجو أي شخص من قضية فساد أياً كان)، في الحرب التي أعلنتها القيادة ضد الفساد والفاسدين والمبالغ المليونية التي تمت إعادتها لخزينة الدولة وملاحقة الفاسدين وتتبعهم في كل أجهزة الدولة، لإنزال أشد العقوبات عليهم، ووضع هذه الملفات والمتورطين فيها أمام الشعب، والتشهير بهم، ما هي إلا إحدى قيم العدالة التي انتهجتها القيادة الرشيدة منذ تأسيس السعودية العظمى ليكون وطننا ومبادئ قيادته قدوة.
وما يعيشه المواطن السعودي حلم للشعوب التي استشرى فيها الفساد حتى ضاقت بهم الأرض بما رحبت، فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تتناقل ما يصدر من أقوال وأفعال من حكامنا لبلادهم غبطة وأملاً في صلاح حالهم، فالعدالة بمفهومها العميق لا تتحقق إلا إذا طبق النظام على الجميع وأوقعت العقوبات على المتجاوزين.
وبالرغم من تأخر بعض التصريحات لبعض ملفات قضايا الفساد في بعض الجهات إلا أن ثقة المواطن السعودي بقيادته كبيرة في إنصاف كل من وقع عليه ظلم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وفق سياسات بعض المتنفذين والقيادات الفاسدة، التي أساءت استخدام سلطتها وصلاحياتها من باب «إزّم لي وأقطع لك».
ولا زالت الرؤية تحمل الكثير من البشارات لأبناء هذا الوطن العظيم وتبعث برسائل مطمئنة بأن العدالة منهج رباني ونظام دولة، كان ولا زال المواطن وأمانه واطمئنانه ورفاهيته هدفا إستراتيجيا وشراكته في بناء وطنه مبدأً أصيلا، وشعوره بالانتماء والمسؤولية تجاه وطنه قيمةً عظيمةً.
فهنيئاً لنا بهذا الوطن وهنيئاً للشعب بتلك القيادة.