بدا مساعد مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، الوطني عبداللطيف الحسيني متفائلاً من الجاهزية التي سيكون عليها اللاعبون بعد خوضهم لعدد من الجولات في دوري زين، مؤكداً قدرة المدرب الهولندي فرانك رايكارد على وضع الطريقة المناسبة لمنع ارتدادات تايلاند العكسية والسريعة قبيل مواجهة الفريقين في الجولة الثالثة للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014.
وتحدث الحسيني عن إعداد الأخضر، موضحاً أن الاختلافات التي خرجت على السطح بين اللاعبين ورايكارد تصب في مصلحتهم، إضافة إلى أمور أخرى تتعلق بكيفية النهوض بالمنتخبات السعودية وبناء القاعدة والمدرب العالمي واللاعب الأجنبي.
ظهر المنتخب بحالة لياقية ضعيفة أمام أستراليا، بررتموه بقصر فترة الإعداد قبل رمضان، هل ترى أنكم تجاوزتم هذه المعضلة الآن؟
اللاعبون يستعدون ويلعبون في أنديتهم حالياً، وبلا شك سيظهرون بجاهزية ووضع بدني أفضل في المباراة المقبلة بعد أن خاضوا عدداً من الجولات في الدوري، ويفترض أن نستقبلهم في المنتخب وهم في جاهزية تامة لأن الفترة قصيرة لا تمكن من رفع مستواهم اللياقي، وسيستثمرها المدرب في تطبيق الجمل التكتيكية، لكن المجهود البدني الذي سيبذله اللاعبون في التطبيق سيعمل على زيادة مستوى لياقتهم بدرجة أكبر أيضاً.
وفي المنتخب، نملك الأخصائي السابق لنادي برشلونة الذي يعمل على أجهزة متطورة لتحسين قدرات اللاعبين البدنية والنفسية من خلال قياسات فسيولوجية محددة تساعدنا على الحكم على مستوياتهم بدنياً.
ضعف اللياقة البدنية بقي أحد العوامل الأساسية في فقدان المنتخب كثيراً من المكاسب؟
ليس بشكل كبير، لنكن واقعيين فالدول الأخرى بات لديها لاعبون مميزون، وبعد أن كان منتخبنا متسيداً هبط مستواه وسيعود يوماً إلى سابق عهده، الكويت مثلاً هبط مستواه بعدما تأهل إلى كأس العالم وتفوق آسيوياً وتسيد خليجياً، وها هو يعود الآن. ومنتخبنا اليوم في الخطوات الأولى للعودة إلى مجده السابق.
ألا توجد أسباب أخرى لهذا التأخر خلاف الفترات التي يمر بها كل منتخب؟
يجب أن نعرف لماذا كنا متقدمين أولاً حتى نعرف لماذا تأخرنا، تقدمنا في كأس آسيا 84 و88 و96 وتأهلنا أربع مرات إلى كأس العالم لأنه كان يدرب الأشبال والشباب في الأندية مدربون أجانب كبار مثل بروشتش وكوبالا وكاسترو والآن الغالبية العظمى أقل فنياً.
المنتخب يستقطب الصفوة لا يعد لاعبين ولا يطور أحداً بل الأندية هي التي يفترض أن تفعل ذلك، كذلك تم إيقاف اللاعب الأجنبي في ملاعبنا لمدة 10 سنوات من 1403 إلى 1413 فاستطعنا أن نقدم نجوماً كثر، وأصبح لدينا زخم كبير من المواهب جعلنا نتقدم.
سبق أن قلت قبل خروجنا من تصفيات مونديال 2010 في جنوب أفريقيا إننا لن نتأهل لضعف وسطنا لأن وسط الأندية يمثله أجانب، مما سبب لنا أزمة في خط الوسط، كما أننا تقدمنا عندما أوقفنا اللاعب الأجنبي لمدة 10 سنوات، قد يقول أحدهم إن اللاعبين الأجانب متواجدون في أوروبا، فأقول نعم لكن تُمنح الفرصة للمحليين بخوض بطولات أخرى أما لاعبونا فيقبعون على دكة البدلاء.
هل هذا يعني أنك مع المدرب الأجنبي وضد اللاعب الأجنبي؟
أنا مع المدرب أياً كانت جنسيته سعودي أو عربي أو أجنبي، المهم أن يكون على مستوى عال ويحمل شهادات تدريبية عالية للعمل في قطاع الفئات السنية ويكون قادراً على النهوض باللاعبين بغض النظر عن هويته. أما اللاعبون الأجانب، فأتمنى أن يتم تقليص عددهم ليأخذ اللاعب السعودي فرصته. عندما بزغ نجم لاعب النصر سعد الحارثي تزامن ذلك مثلاً مع منع استقطاب اللاعبين الأجانب في النصر.
كيف سيتم إعداد اللاعبين لأجواء تايلاند التي قد تكون ممطرة وربما يلعب المنتخب على أرضية مبللة؟
لاعبونا دوليون شاركوا مع أنديتهم والمنتخب في بطولات آسيوية تشتمل على مناخات متنوعة، حارة ورطبة وممطرة. وقد تلعب الأمطار في بانكوك إن هطلت لمصلحة التايلنديين، كما كان يفترض أن تلعب الرطوبة لمصلحة منتخبنا في المملكة، لكن في كلتا الحالتين ليس الطقس هو مفتاح الفوز.
ما مفتاح الفوز على تايلاند التي تعتمد المرتدات مقابل خط دفاع سعودي ضعيف نسبياً؟
رايكارد اختار العناصر المناسبة من خلال الجولات السابقة في الدوري، وسيسخرها لطريقته التي تخدم المنتخب وسيعمل حساباً لسرعة ارتداد التايلاندي، أما بخصوص الدفاع فلم يكن سيئاً أمام هونج كونج وكان ممتازاً أمام عمان وحتى أمام أستراليا لكن النتيجة هي التي أشعرت الجمهور أن الدفاع ضعيف، والأهداف جاءت من أخطاء فردية من حارس المرمى أو ركلة الجزاء وهي واردة، والأخطاء جزء من كرة القدم، حتى إنه عند قياس سبب الأهداف على مستوى العالم وجد أن الأخطاء تشكل 50% بينما الضربات الثابتة 30% والتحركات المدروسة 20% فقط، نعم لم نقدم المستوى المأمول ولكن كانت النتيجة أكبر من الحدث.
خط الهجوم لم يسجل أهدافاً في المباراتين الماضيتين، أين تكمن العلة؟
تفوق منتخبنا أمام عمان دفاعياً وليس هجومياً ولم نخلق فرصاً كثيرة، بينما كانت الفرص كثيرة أمام أستراليا ولم نسجل منها رغم انفراد الشمراني وضربة رأس هزازي.
لماذا لم تستعينوا بلاعبيين من منتخب الشباب مثل دغريري والشهراني والفهمي؟
هؤلاء لهم مستقبل كبير لكن التدرج أفضل لهم والبعض منهم يلعب الآن مع المنتخب الأولمبي مثل دغريري والشهراني وفتيل، والواقع أنه قبل أن يلعب هؤلاء الشباب في المنتخب الأول لا بد أن يثبتوا أنفسهم كأساسيين في أنديتهم، وعليها إتاحة الفرصة لهم للعب لأنه من غير المعقول أن يتيح المنتخب لهم الفرصة وهم لم يلعبوا في أنديتهم أساسيين بعد.
تردد أن اللاعبين تذمروا من مطالبة رايكارد لهم باللعب من لمسة واحدة، وهم تدربوا على يد مدربين سابقين طالبوهم أن يفكروا قبل أن يلعبوا؟
لا يوجد أحد يلعب دون تفكير، لكنه يطالبهم بالتفكير السريع، لأن التأخر في التفكير يدفع الخصم إلى مهاجمتهم، ولا بد للاعبينا أن يكونوا سريعين في اتخاذ القرار ليفاجئوا الخصم.
تردد أيضاً أن رايكارد يتعامل مع اللاعبين بصورة تتطلب منهم الارتفاع إلى مستوى فكره وهم تعودوا أن ينزل المدرب إلى مستوى فكرهم؟
لا يوجد مدرب محترف وعلى مستوى عال إلا ويراعي الفروقات الفردية التي تشتمل على المستوى البدني واللياقي والمهاري والفكري، ولا يمكن أن يتعامل رايكارد مع لاعبينا وكأنهم لاعبو برشلونة لهذا هو يراعي الفروقات والتفكير والأداء وكذلك البروز المبكر، فاللاعب الأوروبي يبدأ كرة القدم من سن السابعة ويكون ناضجاً كروياً وهو في الـ14 من عمره بينما لاعبونا يصلون إلى 14 سنة وهم لم يلعبوا للنادي بعد.