ودع منتخب الأرجنتين المونديال أمس ليلحق بالبرازيل وإنجلترا وقبلهما فرنسا وإيطاليا.

وبعد 3 أيام أتمنى أن يخرج أيضاً من فاز أمس، لأن أغلب المتابعين المحايدين لأهم وأكبر بطولة عالمية يريدون بطلاً جديداً هذه المرة.

مللنا من البرازيل وإيطاليا وفرنسا وحتى الأرجنتين وألمانيا.. هناك فرق ومنتخبات تقدم كرة جميلة ومستويات باهرة وتنظيمات كروية بالغة التقنية والحداثة على المستوى التكتيكي، وفي الأداء السريع هجوماً ودفاعاً في آن معاً. توقعت شخصياً إقصاء البرازيل على يد المنتخب الهولندي، فقد كان البرازيليون يلعبون بتعال وغرور ودرس التاريخ المتكرر في كل زمان ومكان يخبرنا أنه لا يسقط سوى المغرورين! وكان واضحاً من نرفزة وعصبية نجوم السامبا منذ الشوط الأول وحتى وهم يتقدمون بهدف روبينيو أنهم مغادرون وأن الانقلاب الكبير في النزال سيكون في الحصة الثانية وهو ما حدث وكان بمثابة الدرس الكبير قدمه شنايدر ورفاقه وهم في طريقهم بكل ثقة وتميز نحو الكأس، خاصة أن الترشيحات هذه المرة ابتعدت عن هولندا أو لم تكن حاضرة وطاغية كما في مونديالات وبطولات سابقة وهو أمر جيد أراه في صالح الفريق البرتقالي، وكان عاملاً مساعداً في وصوله نصف النهائي بكل هدوء.

أما المنتخب الغاني فلم يكن مصدقاً أنه وصل إلى ربع النهائي وعندما وصل إلى ما لم يتوقع ظن الغانيون أنهم بإمكانهم جلب كأس العالم كما هي أحاديث شوارع العاصمة وصلوات وتضرع ملكهم فافتقد الفريق إلى التركيز في مباراته الأخيرة ليتحول الحلم الأفريقي إلى سراب!

آسيوياً نجحت كوريا الجنوبية واليابان في تقديم كرة متطورة وكان يمكن للأخيرة أن تكون مكان الباراجواي لولا سوء الحظ، مما حدا بالصديق راشد الفوزان إلى أن يتساءل لماذا نرى جديداً مستمراً لديهم وتجمداً مستمراً لدينا؟ وإجابة تساؤل الخبير الاقتصادي الكبير والمتابع الرياضي أبو فوزان ليست لدي بل هي لدى القائمين على منتخبنا الوطني الذي يجب أن ينطلق لاعبوه إلى الاحتراف الخارجي في أوروبا، وليس شرطاً أن يبدأوا في فرق كبيرة إنما المهم أن يشرعوا في هذه الخطوة ومع الوقت سيحدث التحسن على مستوى الانتقالات وعلى مستوى المنتخب أيضاً، ودون هذه الطريق طريق الاحتراف الخارجي الحقيقي والجماعي لن نتقدم كثيراً وسيكون تألقنا إن حدث في بطولة ما من قبيل الصدفة كما حدث عندما تأهلنا إلى المونديال العالمي لأول مرة 1994 في أمريكا. وأقول صدفة لأن ما حدث بعد ذلك كان تقهقراً ونكوصاً مستمراً إلى الخلف في كل مشاركاتنا اللاحقة في 3 منوديالات تباعاً، إلى أن غبنا تماماً عن مونديال جنوب أفريقيا المقام حالياً وهو ما لم يتوقعه أكثر المتشائمين حتى إن المسؤولين عن الرياضة ضغطوا المنافسات المحلية للموسم الرياضي المنصرم استباقاً للتأهل إلى جنوب أفريقيا وهو ما لم يحدث، فلم يجد القائمون على رياضتنا لتعويض هذا الغياب سوى تنظيم معسكر خارجي للمنتخب ولعب نزالات ودية على الرغم من أن أول مشاركة رسمية للمنتخب يفصلنا عنها نصف عام!!. ومع ذلك يقولون إن المنتخب استفاد من هذا المعسكر ومن نزالين أو ثلاثة أجراها مع منتخبات كبيرة ومتنوعة مشاركة في المونديال، ونحن بهذا نشبه طلاب الانتساب في الجامعات الذين يحضرون الدورات التأهيلية الاختيارية في بداية العام الدراسي أي قبل الامتحانات بشهور، فيشعرون أنهم نالوا فائدة عظيمة إذ عرفوا طريقة الأسئلة وفهموا بعض ما قد يستغلق عليهم في المقررات، لكنهم سرعان ما يقولون يا ليت الامتحانات كانت بعد الدورة مباشرة أو أن الدورة التأهيلية ومدتها أسبوعان تتأخر إلى ما قبل الاختبارات النهائية بهذه المدة فهم سيحصدون نتائج باهرة كما يقولون لأن المعلومات والمعرفة والإحاطة بجميع ما درسوه، ستكون طازجة وما تزال باقية في أذهانهم وهم صادقون في هذا، ولهذا لا يمكن أن نحكم عن مدى استفادة المنتخب من معسكره الأخير والغريب إلا بعد دخوله أول اختبار حقيقي، فضلاً عن أنه لا يمكن الجزم باستمرار التشكيلة الأخيرة التي اختارها المدرب بيسيرو لأنه مهما أقنعنا أو حاول أن يقنعنا أنه هو الذي يختار اللاعبين فإننا لن نصدقه أبداً وإلا هل من المعقول أن يكون لاعبون احتياطيون في أنديتهم أهم وأفضل من محمد نور مثلاً؟!! واسألوا المعلق الرياضي المخضرم محمد رمضان شفاه الله.