أشد عقوبة
هذه العقوبة التي صدرت في حق هذا الشرطي هي الأشد بين العقوبات المنصوص عليها في النظام القضائي البريطاني، وتُنزل عادة لمعاقبة مرتكبي الجرائم الأكثر خطورة، على شاكلة هذه الجريمة التي أودت بحياة الشابة البالغة 33 عاما.
فقد خُطفت سارة إيفرارد خلال عودتها مشيا من عشاء لدى أصدقاء، وعُثر عليها مقتولة خنقا وجثتها محترقة بعد أسبوع داخل أحد الأحراش، وخلال تلاوة الحكم الصادر في حق واين كوزنز في محكمة أولد بايلي الجنائية في لندن، أشار القاضي أدريان فولفورد إلى أن الجريمة حصلت في «ظروف وحشية» وأوقعت ضحية «لم ترتكب أي خطأ».
وقال القاضي إن واين كوزنز، وهو رجل متزوج وأب لطفلين، ذهب «لاصطياد امرأة منفردة بهدف خطفها واغتصابها»، ولا بد أنه كان مدركا بأنه «قد يحتاج إلى قتلها»، ولا يمكن لشخص صدرت في حقه عقوبة كهذه التقدم بطلب الاستفادة من حرية مشروطة إلا في حال وجود دوافع إنسانية استثنائية.
توقيف وهمي
وقال القاضي إن الشرطي حاول «التقليل من حقيقة مسؤوليته» خلال الاستماع إلى إفادته لدى الشرطة، وبعدما أكد في بادئ الأمر للشرطيين أنه سلّم سارة إيفرارد حية إلى ثلاثة رجال من أوروبا الشرقية، أقر واين كوزنز بمسؤوليته واعترف بخطف المسؤولة التسويقية الشابة واغتصابها وقتلها.
وأوضح جيم ستورمان وكيل الدفاع عن كوزنز، الخميس أن موكله «لم يكن يسعى إلى اختلاق تبريرات لما ارتكبه، كما أن مشاعر كره الذات والخزي تسكنه».
وقد أوضح المدعي العام توم ليتل الأربعاء، أن كوزنز أوهم الشابة في الثالث من مارس بأنه سيوقفها لدى عودتها مشيا إلى منزلها إثر مغادرتها بيت أصدقاء لها في كلابهام في جنوب العاصمة البريطانية.
وكان الشرطي ضمن عناصر يجرون دوريات للتأكد من التزام السكان تدابير مكافحة كوفيد-19، وعمد إلى تقييد إيفرارد بعدما أظهر لها بطاقته الوظيفية، وعُثر على إيفرارد مقتولة خنقا وجثتها محترقة بعد سبعة أيام على فقدانها في أحد أحراج كنت في جنوب شرق إنجلترا على مسافة أمتار من أرض يملكها واين كوزنز.
عائلة الضحية
وأتاحت صور التقطتها كاميرات مراقبة للمحققين التعرف إلى الشرطي وتوقيفه في التاسع من مارس في منزله في ديل بمنطقة كنت.
وقالت عائلة الضحية في بيان إنها مرتاحة للعقوبة الصادرة في حق الجاني، مؤكدة أن «العالم بات أكثر أمانا بوجود (كوزنز) في السجن».
وقالت سوزان إيفرارد والدة الضحية خلال الجلسة «أشعر بسخط عارم لأنه استغل كونه شرطيا للحصول على مراده»، قائلة إن «فظاعة» الجريمة لا تزال «يسكنها».
وكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عبر تويتر إثر صدور الحكم الخميس «لا يمكن لأي كلام أن يعبر بصورة ملائمة عن فظاعة جريمة قتل سارة، منددا أيضا بـ«خيانة الواجب» من جانب الشرطي.