مع تزايد القلق بشأن الوضع الغذائي في منطقة تيجراي الإثيوبية، هناك ادعاءات متضاربة حول سبب توقف شاحنات الإمداد هناك، وعدم قدرتها على نقل المزيد من الإمدادات الحيوية، وتقول الأمم المتحدة إن المئات من شاحنات الإغاثة التي قطعت رحلتها إلى تيجراي من أجزاء أخرى من إثيوبيا بين منتصف يوليو ومنتصف سبتمبر لم تعد، وهو ما يطرح تساؤلا مهما «ماذا حدث لشاحنات الإغاثة؟».

100 شاحنة

وكانت الطريقة الرئيسية لإيصال المساعدات إلى تيجراي هي عن طريق البر، عبر منطقة عفار، وتقدر وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أن 100 شاحنة محملة بالأغذية والمواد غير الغذائية والوقود، تحتاج إلى دخول تيجراي يوميًّا، وفي الشهرين حتى 16 سبتمبر، دخلت 466 شاحنة إلى تيجراي عبر منطقة عفار، لكن 38 منها فقط تمكنت من العودة، وفقًا للأمم المتحدة.


و«في الوقت الحالي، هذا هو العائق الأساسي أمام نقل المساعدات الإنسانية إلى تيجراي، وقال متحدث باسم برنامج الغذاء العالمي نحن غير قادرين على تجميع قوافل كبيرة الحجم بسبب نقص الشاحنات».

لماذا لا تعود الشاحنات من تيجراي؟

وقد سُئلت الأمم المتحدة عن مكان الشاحنات، لكنها لم تتمكن بعد من التوضيح، وألقت القوات التيجراية التي تقاتل الحكومة الإثيوبية وحلفائها باللوم على الحكومة الإثيوبية، وقالت جبهة تحرير شعب تيجراي (TPLF) «يتم تزويد سائقي الشاحنات بالوقود الذي يكفي فقط لرحلة في اتجاه واحد إلى تيجراي، ولا يتم تزويدهم بوقود احتياطي للعودة في مثل هذه الرحلات».

وتقول أيضا إن سائقي الشاحنات -وكثير منهم من عرقية تيجراي- يشكون من العنف والترهيب أثناء عمليات التفتيش عند نقاط التفتيش التي يديرها الجيش الإثيوبي ومسؤولو الأمن المحليون خارج تيجراي.

وأضافت أنها ليست مستعدة للقيام بهذا والعودة مجددًا.. هناك أيضًا قيود على مقدار النقد الذي يمكن حمله، ومع تعليق الخدمات المصرفية داخل تيجراي، لا توجد أموال متاحة لهم عند وصولهم، حيث تقبل الحكومة الإثيوبية أن فشل الشاحنات في العودة من تيجراي يعيق إمدادات المساعدات الغذائية.

لكن مفوض إثيوبيا لإدارة مخاطر الكوارث الوطنية، ميتيكو كاسا، رفض الإيحاء بأن نقص الوقود يوقف الشاحنات، كما اقترح المسؤولون الحكوميون أن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي ربما استولت على شاحنات، لكن حتى الآن لا يوجد دليل على ذلك، على الرغم من دخول قوات التيجرايين المناطق المجاورة في عفار في أواخر يوليو، والتي يمر من خلالها طريق الإمداد الرئيسي.

حالة الوقود

وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أن الأسباب التي ذكرها السائقون لعدم رغبتهم في العودة» هي نقص الوقود للعودة، وكذلك خوف السائقين على أمنهم، وقد أعربت الأمم المتحدة منذ بضعة أسابيع عن مخاوفها بشأن توافر الوقود في تيجراي، وكانت قد اشتكت في السابق من منع ناقلات الوقود من المرور إلى المنطقة.

وقالت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر: قيل إن السلطات في منطقة عفار رفضت السماح بحركة ناقلات الوقود للعبور إلى تيجراي، كما أشار اجتماع للأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى في أواخر أغسطس إلى نقص السيولة والوقود من بين التحديات التي تؤثر على عودة الشاحنات، مشيرًا إلى أنه لم يُسمح لها إلا بحمل ما يكفي من الوقود للوصول إلى وجهتها.

وتقدر الأمم المتحدة أن هناك حاجة إلى 200 ألف لتر من الوقود أسبوعيًّا، وتقول إنه منذ 12 يوليو، وصل 300 ألف لتر فقط إلى تيجراي.

حيث دخلت آخر ناقلة وقود تيجراي في 29 يوليو، ونفدت مخزونات الوقود المتوفرة في 17 سبتمبر، بحسب الأمم المتحدة، تقطعت السبل بتسع ناقلات نفط في سيميرا، عاصمة منطقة عفار، حتى 21 سبتمبر، بانتظار موافقة الحكومة على الانتقال إلى تيجراي.

أرجعت تيجراي عدم رجوع الشاحنات إلى:

- عدم تزويدها بوقود يكفي للعودة.

- بسبب العنف والترهيب أثناء عمليات التفتيش عند النقاط التي يديرها الجيش الإثيوبي.

- لا توجد أموال متاحة لهم عند وصولهم.