لكن نجد أن بني ليبرال -العرب والخليجيين بالخصوص- يلتفون على مبدأ الحرية بطريقة تثير الاستفزاز والاشمئزاز.
صبوا كل فكرهم وتركيزهم على «حرية المرأة» ولكن حرية المرأة فقط في حرية السفور والتبرج والانحلال.
لا يتكلمون إلا عن المرأة وعن حريتها السافرة فقط، لم نجدهم يوماً يتحدثون عن تحسين حياة المرأة في مجالات الحياة المختلفة، فلا نجدهم يقفون فعلياً مع حرية المرأة في اختيارها أو قرارها الذي تتخذه عندما تفرض بعض الدول منع الحجاب قسراً على سبيل المثال، نجد أنهم يلتزمون الصمت بل ويدافعون بقولهم سيادة الدول وحريتها في فرض قوانينها.
وعندما نرى عبدة الشيطان ممن شوهوا وجوههم بشكل مقزز لا يتلاءم مع الفطرة البشرية أو الإنسانية تجدهم يقولون حرية شخصية!
وعندما تلتزم بعض طوائف الديانات الأخرى بلباس يغطي جميع الجسد كاملاً يقولون يجب علينا أن نحترم معتقدات الآخرين، وعندما يخص الأمر الإسلام وأهله نجد أصواتهم القبيحة تصدع بالباطل وبصوت عالٍ محتجين بالحرية، وكأن الحياة بأكملها قائمة على سفور وتبرج المرأة.
هؤلاء يعلمون جيداً أن المرأة هي مربية الأجيال وهي المدرسة التي تُعد الشعوب وتحمي الحدود وتصون المعتقد، فقرروا هدم الأسرة أولاً حتى يسهل كل ما سواه، وفي الآونة الأخيرة
تمادوا بأصواتهم المستفزة لتعدي الخطوط والحدود الدينية والأدبية والأخلاقية، فاصبحوا يعترضون ويستنكرون أمورا كثيرة تخص الدين وآدابه وتعاليمه، حتى وصل ببعضهم أن يستنكر وينكر بعض المسلمات، حتى وصل بهم الأمر إلى أن يروا أن تحية الإسلام الخالدة (السلام عليكم) هي من صنع تيارات وأحزاب!!؟
لم يحترموا عقيدتنا أو حريتنا في ديننا وعاداتنا وتقاليدنا.
وكأنهم أوصياء الشيطان على هذا الدين، إن هؤلاء الرويبضة ليسوا إلا مرضى حاقدين على الدين جملة وتفصيلا، تركوا كل مشاكل الحياة وصبوا تركيزهم على هذا الدين القويم لهدم العقيدة السليمة، حتى وإن أبدوا ظاهر القول عكس ما يبطنون، فقد قالت العرب في أمثالها (السيرة تدل على السريرة).