‏من طيوف ‏الودّ والورد، من واحة الجمال.. ‏تطوف العبارات ألقًا في مرسى الحب أميال.. ‏وتتهادى في جفن الأمان أيقونة للكمال.. فانثنت لبنات الفكر وكان صرير القلم على أوراقنا يسبق نبض الشعور أشبه بخطى جيوش تسير في صفٍ واحدْ لا تجور.. لهدفٍ سامٍ وغاية مثلى، لتمطر الأفق قلوبًا تثور.. ففاضت شغفًا وحبًا لتصنع في مصنع الأفكار لغة رقيقة تتّحد فيها ‏المشاعر بنثر الحبّ قبلات عذبة نقبّل بها جبين وطننا.(السعودية).. لنعلن للدُّنا ها نحن نحتفل بيوم السعد.. ونروي قصة المجد.. ونصوغ ولاءنا والعهد، ونذكي قلوب أبناء الوعد.. بأن قلب العالم الإسلامي والعربي ينبض بحب السعودية، بدءًا من قلب نجد العذيَّة، إلى أقصى وجدان الشمالية، ومنه إلى جمال قمم الجنوبية، ومن عبق الشرقية إلى حضن الغربيّة.. كل شبرٍ في ذرى السعودية ينطق بجمال الهوى والهويَّة.. وانتماء النفوس النقيّة.. ‏ففي كل عِرقٍ سعودي نهر من الشعور الأخضر يصب في الروح نهر عطاء تتقاذفه قلوب بيضاء بحبٍّ صفيٍّ نقيٍّ، ومعه نتذكر كل عام قصة البطولة الأبيَّة في توحيد أرجاء السعودية التي انبرى لها إمامها الملك عبدالعزيز آل سعود بهيبةٍ لاتخشَ المنون، وشجاعةٍ تذكيها حكمة السنون وذلك في يوم الخميس ٢١ جمادى الأولى عام ١٣٥١ الموافق ٢٣ سبتمبر ١٩٣٢ حيث صدح بالحق الملك لله ثم لعبدالعزيز، ففاض بالقرار، واتخذ الشعار، بأن السعودية هي لنا دار، فمن بعد جهلٍ وقفار، كلنا لها عمَّار.

سارعي يا بلادي فذرى المجد تنادي، وانهضي يا سُعادي فنسيم الحلم كادي، وارتقي زمن البوادي فهنا التاريخ بادي،‏ واخمدي فتن الأعادي بلهيبٍ من زِنادِ.

‏فمنذ أن ‏التمّ شمل بقاع السعودية، وتوحدت بقلب واحد، وروح وحدة؛ التمّ شمل شعبها وأبنائها براية التوحيد، واتخذوا من شعارها عزًّا وهيبة يسمو نحو التطوير والتجديد منذ القِدم، متقلبين في رغيدٍ من النعم، ‏ومتخذين الأحلام سلمًا نحو القمم، ومندفعين بفيضٍ من الهِمم، مدافعين بحِمى السيف والقلم.


كلنا للوطن تبَّاع.. فمن أراد شق الصفّ باندفاع.. وأثار فتنة في كل البقاع.. بترت يده بالإجماع.

‏ينبغي أن نحتوي أذهان أبناء الوطن بأن التنوير للعقول مرهون بوحدة الدين والهويّة، ووحدة الرأي في ميزان الروّية، وإن استمرار ‏أعوام الاستقرار تصوغه صفاء النوايا، ‏وصون الأفكار، وحصانتها من التطرف وخطر الأشرار، لترفل السعودية في ثياب الرخاء انتهازًا، وتسمو بالفخر اعتزازًا.. لوطنٍ بالخيرِ قد زكى.. وبعطائه الفيَّاض.. قد سما، ولصفحة التاريخ قد حكى.. أن السعودية بفضل المولى ترفّ بالحماية...من خط البداية إلى خطى النهاية.