نحتفل في يوم الثالث والعشرين من سبتمبر في كل عام بذكرى توحيد المملكة العربية السعودية، على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- بعد ملحمة البطولة والإباء التي قادها بكل عزم واقتدار لننعم بعدها بالأمن والأمان.

لليوم الوطني مشاعر حب خاصة تقف العبارات حائرة أمام التعبير عنها، هي نفس تلك المشاعر التي كانت تصاحبنا في صغرنا ونحن نتسابق بكل لهفة لاقتناء الإعلام ولبس الأوشحة فوق لباسنا الوطني، هي نفس مشاعر الانتماء التي كانت تنبع من أعماقنا عندما كنا نردد النشيد الوطني بكل شموخ وفخر أثناء الاصطفاف الصباحي، نعم كنا صغارا في العمر ولكن شعورنا بالمسؤولية والانتماء لوطننا المعطاء كبيرا منذ نعومة الأظافر، لأننا نشأنا متجسدين شعار (هي لنا دار).

في هذا اليوم يجدر بنا أن نفاخر برؤية مملكتنا الطموحة 2030 التي تحظى برعاية مولاي خادم الحرمين الشرفين -حفظه الله- ويقود دفتها باقتدار ملهم الشباب ومهندس الرؤية سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- لنلمس التطور المذهل والفرق الشاسع بين الماضي والحاضر.


ومن أبرز ما يميز يومنا الوطني لهذا العام هي بوادر انحسار جائحة كورونا، وما صحبها من أضرار أحدثته في العالم كله على جميع الأصعدة، والتي تصدت لها المملكة بحكمتها وخبرتها العريقة وبفكرها المعاصر، لتحصل قبل أيام قليلة على المركز الثاني عالميا في نسبة التعافي من كورونا وفقا لمؤشر (نيكاي) الياباني.

ختاما، إن محبة الوطن ليست مجرد شعارات آنية بل هي قيم ترعرع عليها أجيال هذا الوطن، لتترسخ بداخلهم قناعات ذاتية أن الانتماء للوطن بذل وتضحية والولاء للقيادة شرف ووفاء، تعكسها الممارسة الواقعية التي تتسم بالتلقائية والأصالة.