واستمر الملوك من بعده في تنفيذ إستراتيجيات وخطط وبرامج تنموية مختلفة، إلى جانب تقوية كل مؤسسات الدولة، وتفعيل برامجها التنموية، بالإضافة إلى المحافظة السياسية الخارجية والداخلية بما يتوافق مع تطلعات وتوصيات الملك المؤسس، الذي لطالما حرص على تماسك المجتمع الإسلامي والعربي، وأن تكون السعودية دولة تنموية، داعمة للسلام في العالم ككل.
ولعبت القيادة السعودية دورا رياديا في الحفاظ على منظومة دول العالم الإسلامي والعربي من خلال دعم المنظمات العربية والإسلامية، على الرغم من كل العوائق التي تواجهها، وكل التصرفات غير المسؤولة من قِبل بعض زعماء الدول أو حتى مؤسساتها.
لكن القيادة السعودية لطالما حرصت على أن تكون دولة مسؤولة في كل قراراتها، وتحقق الأهداف بما لا يضر بمصلحة العالم الإسلامي والعربي، حتى وإن كان ذلك سيسبب العبء لها.
واستمرت السعودية، طيلة القرن الماضي، في تعزيز منظومة التنمية العالمية، وأسهمت بشكل فعال في إيجاد توازن سياسي وعسكري، ضامن لاستقرار الشرق الأوسط إلا النيات السيئة لبعض الدول، بما في ذلك حتى الدول الصديقة التي تمثلها نماذج حاقدة، أو بالأصح تريد السوء لهذه البلاد، حاولت، مرارا وتكرارا، إيجاد فوضى بين الدول العربية والإسلامية، التي أصبحت للأسف تعاني أضرارا كبيرة بسبب المحاولات اليائسة للوصول إلى المملكة والإضرار بها.
ليس المهم مراجعة مراحل التاريخ المرير الذي أصبح من الماضي، لكن ما يسعدنا اليوم هو الاحتفال بتحقيق انتصار كبير على كل الصعوبات، لتحقق السعودية نتائج مذهلة عبر رفع مستوى تصنيفها عالميا في مجالات متعددة، سياسيا واقتصاديا وتقنيا ورياضيا وثقافيا، وشهدت النقلة النوعية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي أعاد مراجعة كل السياسات السعودية، لتبدأ فعلا في تحصيل النتائج والثمرة الكبيرة بعد تاريخ حافل، قدمت فيه السعودية تضحيات كبيرة، وعزز يحفظه الله هذه المرحلة بتقديم الشباب السعودي لقيادة المرحلة القادمة بإدارة تامة من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي يدير البوصلة بحكمة وشجاعة.
ولعل السعودية في 2030 ستكون إحدى أهم الدول الكبرى القادرة على إدارة منظومة الاقتصاد العالمي، إلى جانب تأثيرها الإيجابي في نشر السلام، وستصبح نموذجا عصريا للدول الحضارية المتقدمة وفق الإجراءات التي يتم العمل عليها في الوقت الراهن.