هل فعلاً لم يفز عمرو موسى ولا عبد المنعم أبو الفتوح في المناظرة الأولى التي جرت بينهما الخميس الماضي، أم إن أحدهما فاز ولهدف ما تجاهله الإعلام؟ إذا تابعنا هجوم السيد عمرو موسى على الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح قبل أسبوع من المناظرة، سوف نستكشف مؤشرات الفوز. فعندما وصفه بالشيخ، رد عليه أبو الفتوح في مقتل من جهتين، فقال إن عمرو موسى أحق بأن يكون شيخاً باعتباره الأكبر، إذ يبلغ 76 عاماً، ثم وصفه بفلول النظام السابق إن قصد الاستهزاء بالدين!

أي دارس لخطاب الاتصالRhetorical Communication بين المرسل والمرسل اليه، لابد أن يعد ما حدث قبل المناظرة خطاباً مستمرا للقضايا الخلافية أثناء المناظرة وبعدها، إذ يعكس قضيتين تشغلان الرأي العام. الأولى، هوية المشروع الانتخابي والانتماء الديني والسياسي للمرشح. والثانية عُمر المرشح وحالته الصحية. وفيما يلي أجزاء من خطابهما تبين موقفهما من القضيتين.

ربط المرشح عبد المنعم أبو الفتوح نفسه بشباب 25 يناير وأرجع لهم الفضل لتضحيتهم بدمائهم وأرواحهم في إسقاط الفساد، ونادى بدولة ديموقراطية مستقلة تستبعد رموز النظام السابق وتعلي قيم الشريعة الإسلامية لتحقيق العيش والحرية والكرامة والعدالة. وأفصح عن ذمته المالية وقدم تقريراً عن حالته الصحية وطلب من منافسه أن يفعل مثله. في المقابل رفض المرشح عمرو موسى الإفصاح للجمهور عن ذمته المالية وحالته الصحية.. ونادى بدولة فتية لم يستبعد منها رموز النظام السابق، تلبي مطالب شعبها وتحكمها أركان دستورية، معتبراً المبادئ العامة للشريعة الإسلامية المصدر الأساس للتشريع.

على ضوء ذلك يمكن القول إن المرشح الذي قدم نفسه بشفافية ولياقة صحية وخاطب الشباب ولامس مطالب أغلبية المصريين نحو دولة تحتكم بالإسلام وتضمن العيش الكريم والحرية والعدالة ليس فيها فساد سابق، هو الفائز في المناظرة.