يأتي يومنا الوطني المجيد 91 ونحن نعيش مرحلة جديدة بدأت لبناتها الأولى على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله تعالى - وحتى يومنا الحاضر في مسيرة شاقة وتحديات صعبة وظروف قاسية لتتوالى بعدها تحقيق إنجازات تنموية شاملة في مختلف أرجاء هذا الوطن المعطاء انتقلت حينذاك الأبعاد الاقتصادية إلى عالم جديد من الحياة العصرية الحديثة في كل اتجاه وعلى جميع النواحي الحياتية، وصولًا إلى عهدنا الزاخر بالتقدم والنماء بقيادة خادم الحرمين والشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمين، حيث تحولت تلك المعطيات والإنجازات إلى واقع جديد وحديث يواكب المتغيرات العالمية نحو تعزيز المقدرات وصيانتها وتطوير كفاءة الإنتاج بشمولية الموارد وكفاءة الإنسان السعودي، فأصبحت المملكة اليوم قوة اقتصادية وعمقًا مهمًا في العالم بحضورها الفاعل في دول العشرين ومؤشراتها الاقتصادية بنموها المتصاعد، مشيرًا إلى أن ما نشهده اليوم من تكامل القطاعات الاقتصادية هي سلسلة من الخطط الطموحة في جوانب التنمية المستدامة والأدوات الاقتصادية الفعالة التي تمثلت في مختلف الأنشطة الاقتصادية كالصناعة والزراعة والاستثمار وتنوّع الإيرادات، لافتًا إلى نجاح الأدوات المالية والاقتصادية التي انتهجتها مؤسسة النقد العربي السعودي ووزارة المالية نحو تمكين القدرة المالية والسياسات النقدية بما يضمن الكفاءة العالية والنجاح المتواصل مع الاستجابة السريعة للمتغيرات الاقتصادية، وتعزيز أدوات وإجراءات تسهم في الحد من أثار الجائحة اقتصاديًا.
ولله الحمد والمنّة ورغم هذا الوباء وما تسبب به من تقليص للإنفاق الحكومي في كثير من الدول فإن حكومة خادم الحرمين الشريفين أظهرت التزامًا تامًا بمواصلة عجلة البناء والتشييد في عموم أرجاء الوطن، ناهيك عن تسارع وتيرة العمل في المشاريع الكبرى مثل مشروع نيوم ومشروع البحر الأحمر ومشروع القدية وغيرهم والتي تحقق يومًا بعد يوم تقدمًا ملموسًا بدأت تظهر معالمه على أرض الواقع.
ويدرك كل عاقل أن انضمام المملكة إلى مجموعة دول العشرين الأكبر اقتصادًا على مستوى العالم منذ سنوات مضت كان بمنزلة اعتراف وقناعة لدى المجتمع الدولي منذ وقت طويل بالدور الذي تلعبه المملكة سياسيًّا واقتصاديًّا، وأثر هذا الدور في دعم وتعزيز الاستقرار العالمي على نحو يجعلها قائدة التنمية الحضارية العالمية بامتياز.
وسيبقى الرهان دائمًا هو الوعي بهذا الوطن ومكانته الاقتصادية المحلية والعالمية، وتدبر مراحله التاريخية والقرارات المصيرية التي اتخذتها المملكة والاتعاظ بها، حتى الوقوف اليوم على المنجزات والمكتسبات العظيمة لوطننا الغالي، ثم تعميق الوعي بهذا الإرث الكبير المهم في نفوس العامة والأجيال القادمة، وأن يرتقوا بإدراكهم ووعيهم، ويزيدوا من استثمارهم لقدراتهم الإبداعية ومواهبهم الكامنة ليحسنوا التعامل معها بالشكل الداعم لجهود بلادهم، الذي أصبح نقطة جذب اقتصادية وسياسية عالمية.. مساهمين وداعمين في تحقيق غاياته وطموحاته واستقراره وازدهاره.