بات الماضي وأحداثه أحد مسببات التفكير المفرط؛ ولاسيما عند قول الإنسان «ليتني لو كنت وليتني فعلت» فيما مضى له من وقت، والجدير بالذكر أن التفكير في المستقبل وبشكل خاص ليس أمرا سيئا بقدر ألا يكون أمرا يبالغ فيه، ويكون عائده مسببا للقلق والانطواء، فمن الواجب والطبيعي أن يعرف الإنسان ما يترتب من أموره الأسرية والمهنية والاجتماعية، شريطة أن يعطي كل ذي حق حقه كالتفكير الصحيح في الوقت الأصح، وليكون العائد إيجابيا، ويجب ألا ينظر لما مضى من عمره لأنه ليس بيده التغيير في ذلك، وليكن تركيزه الراهن في وقته الحاضر ليتسنى له معرفة خططه الزمنية، وليحاول أن يفكر في مستقبله القريب لكيلا يدخل في متاهة التفكير المفرط والانجراف نحو العشوائية المسببة للمشاكل النفسية والتخبط في التخطيط والإنجاز.
يبقى التوكل على الله من أهم الأمور اللازمة التي أوصانا بها نبينا صلى الله عليه وسلم، وعليه يجب أن نحافظ على أذكارنا وصلواتنا لنتجنب الشكوك والمشتتات التي تدفع إلى التفكير المفرط الذي على إثره دخل البعض العيادات النفسية ومراجعتها، في حين أنه كان يمكن أن يستغني عنها لو أنه سلك الطريق الصحيح، ومن أهم جوامع النجاح التي ستسهم في نجاحك أن تعرف مكامن القوة والقدرة في نفسك لتندفع وراء الأمور الجيدة في عملك وحياتك، ومن بين عائلتك، حيث إن أثرها الكبير في التأثير الإيجابي سيكون عائدا كله بالخير، ومنها الابتعاد عن التفكير الممل والتركيز على حل المشكلات التي تمر بك في حياتك.