إن من يراهن على الدعم العربي وتحديداً السعودي في لبنان مخطئ في حساباته، فالسعودية لن تعيد تعويم منظومة فاسدة يسيطر عليها حزب مسلح ويسيّرها بحسب أهوائه، وهي لن تستثمر في دولة لا مستقبل لها في ظل وجود من سرقها في سدة الحكم. لم ينس الشعب اللبناني خير المملكة العربية السعودية الذي أنهى الحرب الأهلية وأعاد إعمار الدولة بعد الحرب وهو يعرف جيداً أنها لم ولن تتخلى عنه ولكن بالتأكيد هذا الدعم والسند لن يأتي في ظل وجود هذه المنظومة الفاسدة التي أغرقت لبنان بالديون، جوعت شعبه، فجرته، قتلته وحرمته من أبسط حقوقه، كي تبقى هذه المنظومة تقدم القرابين لإيران وميليشياتها طمعاً بالمال والسلطة دون أي شعور بالمسؤولية تجاه الشعب اللبناني الذي عانى ما عاناه وذاق الموت والحرمان ولم يجد من الساسة في وطنه أي خير.
إن ثورة الشعب في 17 تشرين ـ أكتوبر كانت شرارة ورسالة واضحة بأن كل من تورط بالفساد، السرقة وسوء الإدارة سيحاسب، وأن شعار «كلن يعني كلن» لن يكون شعاراً محلياً بل ستعتمده الدول في تعاطيها مع لبنان ولن تسمح بتعويم السارقين، الفاسدين والمسلحين على حساب الشعب ومعاناته.
يعرف العالم أجمع أنه من رحم المعاناة سيولد جيل قادر على الحكم واستعادة حقوقه ومحاسبة من أوصل لبنان إلى جهنم، وحتى ذلك الحين لا يجب على المنظومة الفاسدة أن تنتظر ملايين ومليارات السعودية والخليج، فهذه الأموال لن تأتي إلا لمن يستحقها ولن تراها منظومة سارقة وفاسدة يمارس فريق منها الإرهاب في اليمن، سورية والعراق.