وطن وطن. باحتفالات وبهجة خرج المواطنون طوال ساعات أمس وحتى الصباح لرسم مشهد مختلف لليوم الوطني، في مناطق المملكة.

وجوه متلونة بالأخضر، رجال ونساء وأطفال يرفعون الأعلام ويصدحون بالأناشيد. الملامح بشوشة، والعبارات رنانة، والفرح الممتد في الشوارع والميادين والحدائق يكشف عن حب السعوديين لوطن متمسك بنهجه ومبادئه، وآخذ بأسباب الرقي.

في الطرقات، انطلقت مسيرات شعبية اختلفت في نهجها ونوعيتها بل حتى في لونها، فكانت خضراء منذ البداية واضعة في حسبانها "الالتزام والعشق الوطني"، ووحدها الشعارات التي تثبت الولاء للوطن وحبه، كانت مرفوعة على سيارات الشباب وصدورهم، ووحده "اللون الأخضر" كان القاسم المشترك في مظاهر الاحتفال كافة.

تحولت أمس مناطق المملكة إلى صفحة واسعة للفرح والبهجة باحتفالات الصغار والكبار، بثوا من خلالها رسالتهم إلى شعوب الأرض: إنه يومنا.. لنفرح بتفردنا.




لم يكن اليوم الوطني في ذكراه الحادية والثمانين التي صادفت أمس الجمعة، مجرد احتفال فقط من قبل المواطنين، بل استشعار لتجسيد المواطنة الحقة، والتفكير بعمق في المنجز المتحقق ، فضلا عن تأملات في المشهد التنموي الذي شهدته المملكة خلال السنوات الأخيرة، تفرض المزيد من تنمية المواطنة لدى النشء، فيما اعتبر عدد من المواطنين أن أيام الاحتفال باليوم الوطني من عام لآخر يجب أن يتخللها وقفات وتأملات تحدد الموقف الحالي من المنجز وترسم المستقبل.

وقال مدير إحدى المدارس بعسيرعائض بن سعيد آل جار الله ، إنه يجب تجاوز الاحتفال لمجرد الاحتفال باليوم الوطني، إلى ما هو أبعد من ذلك، وهذا لا يعني إلغاء الاحتفال بقدر ما أن يصاحب الاحتفال مغزى وهدف يجسد المزيد من غرس المواطنة لدى المواطنين عموما والنشء بصفة خاصة، ويصاحب ذلك عرض المنجزات التنموية، مقارنة بعمر المملكة الزمني القصير، والعمل على تأصيل روح الشراكة الحقيقية من قبل الجميع في بناء الوطن، من خلال رد بعض الجميل له.

وأشار المحامي عبدالله بن أحمد الهنيدي إلى أنه يجب أن يصحب الاحتفالات بيوم الوطن ، تأملات في المشهد الوطني، تبرز ما تحقق، على اعتبار أن تناول المنجزات التنموية ، تعزز من الولاء للوطن، مقترحا أن يكون اليوم الوطني منطلقا لتطلعات مستقبلية يشترك الجميع في صنعها، قيادة رشيدة، وشعبا وفيا، لافتا إلى أن استعراض قرارات خادم الحرمين الشريفين في جمعة الوفاء الشهيرة، خير دليل على حرص القيادة على رفاهية الشعب، وبالمقابل يجب أن يعمل الجميع على تحقيق تطلعات ولاة الأمر.

ولفت المشرف التربوي عبدالرحمن بن محمد آل عوضة إلى ضرورة تجاوز التقليدية في الاحتفال باليوم الوطني، وأن يصاحب الاحتفالات، وقفات تحليلية لواقع المملكة، وما تشهده من أمن وأمان وتنمية، رغم الاضطرابات التي تحيط بما حولها، ومن ثم فإن استشعار ذلك يؤصل المزيد من المواطنة ، وبذلك يدرك المواطن أنه موضع اهتمام القيادة الرشيدة، وأن تنميته هي هدفها الأسمى.

أما المواطن علي بن محمد الجبيلي، فأشار إلى أن الاحتفال باليوم الوطني مطلب مهم عطفاعلى ما تحقق في ذلك اليوم المجيد، ودعا إلى تنفيذ أفكار جديدة خلال الاحتفال به، تحمل طابع المحافظة على المكتسب وتقدير الجهد المبذول لإنجازه، وتخطط لمستقبل واعد مشرق، ينسجم مع تطلعات القيادة الرامية إلى رفاهية الشعب.