موكب فرح تمثل في شلالات خضراء انطلقت من قلب جدة لتنثر الولاء في أطرافها. سيارات الشباب بدت أكثر تألقا ومواهبهم أفضل حضوراً، يوم واحد اقتحم فيه الشباب المشهد، وعملت محلات زينة السيارات بجهد وكثافة لا تعرفها إلا في اليوم الوطني، فأصبح اللون الأخضر الطاغي وصاحب الحضور الأبهى كاسياً شوارع جدة حلة جديدة فرحت معها عروس البحر، ونثرت الفرح في قلوب الشباب.

فنون الابتكار تخلقت لدى الشباب، وأصبحوا مصممين ومبتكرين ومبدعين يرسمون لوحات الولاء على هياكل سياراتهم، ومنذ عدة أيام كان الشباب مستعدين للفرح، وذلك عبر التجهيز لمناسبة اليوم الوطني معلنين الاحتفال على طريقتهم الخاصة، والتي خلت من المناظر غير المرغوب فيها أو المناظر السيئة.

وحدها الشعارات التي تثبت الولاء للوطن ولون الوطن وحبه، هي العبارات التي كانت مسيطرة على سيارات الشباب وعلى عقولهم، حتى أصبحت المنافسة حامية بين الشباب بعضهم البعض وبين محلات تزيين السيارات. ومن قلب جدة وبجوار المنطقة التاريخية في الكيلو 2 تتركز أغلب محلات تزيين السيارات وكذلك في شارع الأربعين وبني مالك وفي بعض أحياء شمال جدة، مواقع مختلفة انطلقت منها شلالات الفرح بقيمة مادية ليست كبيرة، فمتوسط كلفة تزيين السيارة- كما يشير عبده علي العامل في أحد محلات التزيين- لا تتجاوز 200 ريال، وهي عبارة عن رشة لمادة قابلة للإزالة على هيكل السيارة بلون أخضر وبعض الملصقات، وكذلك الكتابة على مواقع متعددة من السيارة. وأضاف عبده: هناك تصاميم جاهزة للسيارات، ولكن معظم الشباب يرفضونها ويختارون تصاميم منفردة لأنفسهم.

ويقول يحيى الشهراني إنه قام بتزيين سيارته ليعلن أن هذا اليوم هو يوم فرح حقيقي، وأن الشباب هم الأولى بأن يفرحوا بهذه المناسبة، لأنهم عماد الوطن وحاضره ومستقبله. ويضيف يحيى أن روح الابتكار لدى الشباب السعودي متطورة، ومنطلقة وتعمل وفق التعاليم الإسلامية والتقاليد السعودية وتبتعد عن الأشياء السلبية وتركز على الفرح والولاء، في حين يشير صالح الزهراني إلى أن اليوم الوطني يمثل مناسبة مهمة لكل السعوديين من حيث إعلان الفرح وإتاحة الفرصة للشباب للتعبير عن مدى حبهم لوطنهم وقيادتهم ويبدي الناس وكذلك الجهات الحكومية مرونة أكبر في مجال إتاحة الفرصة للشباب من أجل التعبير عن فرحهم دون أن يتسببوا في إزعاج أحد.