يَستَوقِفُ الكثير منا عند قدومه إلى مصائف المملكة وتحديدًا في منطقة عسير هذه العبارة الشهيرة «مرحبًا ألف»، حيث إنها تحمل عددًا من الدلالات على كرم الضيافة وحُسن استقبال أهل المنطقة للسائح والمُصطاف، وكثيرًا ما يتأمل الزائر تلك المناظر الخلابة والطبيعة الساحرة والتي تزداد جمالًا عندما يصطبغ الجو بمنظر السحب، فيتحول المكان إلى لوحة جميلة ممزوجة بالبياض والخضرة أبدعها الباري سبحانه.

ومما يزيد تلك المنطقة هو جوُّها العليل وانهمار الأمطار في فصل الصيف والذي لا يخلو أحيانًا من تساقط البرد وجريان الأودية وانحدار الشلالات، ومما تتميز به منطقة عسير هي توفر المحاصيل الزراعية بأنواعها وأشكالها المختلفة من الخضار والفواكه بشتى الأنواع وبشكل خاص الفاكهة الجبلية المشهورة وهي البرشومي والتي تراها منتشرة في الجبال والمزارع على حافتي الطريق، كما أن هناك إنتاجًا كبيرًا من العسل الطبيعي بأنواعه المختلفة.

ومن المعروف أن منطقة عسير تتميز بوجود آثار وأماكن تاريخية ضاربة في القِدم، وهذا مما يجعلها مزارًا لمحبي السياحة التاريخية، ومن أشهر تلك الأماكن هي متحف قرية رجال ألمع، وعند زيارتك لهذه المنطقة تستوقفك تلك المساكن القديمة لأهل المنطقة وكيف كانوا يعيشون وكذلك تتعرَّف على الأكلات الشعبية المعروفة بأهل تلك المناطق، أيضًا هناك الدكاكين المخصصة لبيع التُّحف والألبسة الشعبية، وستجد اللباس العسيري التقليدي ذا الألوان المزركشة، وستشعر بعد زيارتك لهذه القرية أنك قد انتقلت إلى رحلة عبر الزمن الجميل، وعند عودتك إلى أبها، ستلاحظ الكثير من المتنزهات والحدائق في داخل المدينة وضواحيها، فمثلاً هناك أشهر متنزَّه وهو متنزَّه السودة، حيث يستمتع المُصطاف بمناظر الضباب الذي يطوف حول المكان وعلى قمم الجبال، مما يضيف صورة طبيعية خلابة تستثير المشاهد لالتقاط الصور وتسجيل الذكريات.


أيضًا يتميّز متنزَّه السودة بوجود العربات المعلَّقة (التلفريك) حيث ستأخذك في رحلة قصيرة لاستكشاف عالم الجبال، وهناك جهود ملحوظة لهيئة السياحة وللجهات المعنية، فقد أُنشئت كثير من المرافق الجديدة كالفنادق والمطاعم والكافيهات إضافة إلى تصميم كثير من الحدائق واستغلال الأماكن العالية ذات الإطلالة الرائعة لإقامة مشاريع سياحية كمجمَّع المدينة العالية.

ومن يزور عسير يلاحظ وجود كثير من القصور القديمة ذات التصميم العسيري المميَّز، والتي تم استغلالها أفضل استغلال، حيث أصبحت متحفًا يحتوي على الأدوات القديمة والألبسة التراثية، إضافة إلى استغلالها أفضل استغلال حيث تم إنشاء الكافيهات والمطاعم، وتنتشر هذه البيوت والقرى التراثية على امتداد المنطقة خصوصًا في القرى الصغيرة ذات الجو الريفي ويصاحب تلك القرى سكون عجيب وفريد، وحقيقة فإن الكلام عن أبها يطُول، وهناك كثير من الشَّعراء والأُدباء تغنُّوا بها، وقد سميت بعدد من المسميات مثل عروس الجبل، سيدة الضباب، أبها البهية.